منال هاني - قضايا القطيع وانعكاساتها في العالم الازرق

البحث في أي جانب من جوانب المتعة الأدبية أو الثقافية أو الذهنية ينتابه الفضول ، ونحن نتصفح في مواقع التواصل الإجتماعي بيد أننا نتجاهل بصورة أو أخرى أي تأثير سلبي على سلوكياتنا عند رؤية حدث أو مشهد لا يمت للحقيقة صلة أو يخدش الحياء في إمتداد تحول ارتباط الفكر والمنطق معا الى وصلة خراب وتشتت ذهني خطير ونحن نحاول تشكيله في عالم اليوم والخوض في عالم افتراضي وهمي، ما يوضح لنا تحويل الحقيقة الى متاهات في مورد فقدان المعاني الأدبية ومكانتها وكل هذا يتم في إطار قفزات واسعة في تحرك الأفكار والقيم أساسا لتفكك مجريات السلوك الصحيح .
لذلك إستقبلت مجتمعاتنا الصاخبة بالترهات الغير واضحة ولا باحثة عن مضمون أو مفهوم أو مبدأ حقيقي نافذة على عالم أزرق شاسع يخطف الألباب ويسحر العقول دون توعية وتثقيف حقيقي لماهية وأهداف وجوهر هذا العالم ..
وكمثيلاتها من التجارب الحضارية انقلبت نقمة علينا، فأجهزة الحواسيب التي صنعت لمساعدة الإنسان وتسهيل عمله ودراسته وبحثه أصبحت للألعاب ومشاهدة الفيديو..وأجهزة المحمول التي صنعت لتقرب المسافات أصبحت ألبوم صور وبرنامج ألعاب ونغمات..
ثم جاء تطبيق الفيسبوك ليصبح بؤرة لذوي العقول المنحرفة والأفكار المشوهة ومسرحا لاستعراض غباءهم ونشر سخافاتهم واستخدامه وسيلة للخديعة والابتزاز والكذب وتشويه الحقائق..فالرجل أصبح عذراء فاتنة والعجوز أصبحت صبية بريئة والأمي أصبح دكتورا وأديبا بقدرة تطبيق فيسبوكي لعين..
ولربما أبشع وأسواء الأمراض 'في إطار محيط من المفاهيم الخاطئة' الفهم الخاطىء لمعنى إشارة أعجبني من أنثى لرجل والذي يفهمه ذكور القطيع بأنه إعجاب بشخصهم الفريد فينهالون على المسكينة بوابل الغزل العفيف والغير عفيف والذي يصب في قاع واحد لاتفسير آخر له..
ضاعت الحقائق وتحطمت المباديء وعم الضلال والتضليل..
بين هذا الازدحام والتخبط لم يعد بمقدور الجميع التفريق بين الحقيقة والخديعة..أصبحت معايير التقييم في أيدي نخبة قليلة تعاني الأمرين للوصول إلى أقرانها بعد تلال من الصدمات والخذلان والإحباطات ..
بين هذا الإزدحام تمسكوا بنور الحقيقة واتبعوا شعاع النقاء
البازغ من خلف سحب الجهل والضياع ..
إن مسؤولية النخبة الواعية صعبة ومتعبة وخطيرة في مخاطبة العقول وتوعية المجتمع المضلل وإرشاده سبل اليقين.
يبدو لنا أن التطور التكنولوجي لا يلتمس الشروط الأخلاقية في ذهنية بعض مستخدمي مواقع الشبكات الإجتماعية حيث يعلب دورا سلبيا وكبيرا في إحكام قرصنة العقل عندما يكون غير منتظم التركيبة في أسس مفاهيم خاطئة لم يسبق العقل في إدراكها وإن احتاج هذا الامر إلى تفكير عميق حتما سيعطل بإحاطة ضعف البصيرة واضمحلال وتدني الفكر بكل أحواله .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى