شوقي غانم - مريم المجدلية…

و ما قتلوه
و ما صلبوه
و ما وجدوا ظله في الحصى و الرخام
و كانت تحوم على ساحة المذبحة
و قد حلفوا انها من صدى و هواء ثقيل
و من لمحوها .. نفوا أنها تشبه اليوم
لكن جدائلها تشبه البارحة
و اقسم بعض الجنود بأن الذي تاه منهم
خيال امرأة
و أن الجموع التي راقبت صلبه
لم ترى وجهها في الزحام
و أن لمنديلها عبق من تراب المدينة
و الدم تحت المسامير لا يخطأَهْ
و قال رئيس الجنود بأن يديه مطهرة بالسلام
و كيف لرمح بأن ينكر الخصر وقت انعتاق الحمام
و كيف يتوه دم عن قتيل تصاعد حين رآها … و لا يعرفَهْ
و قال صبي ضئيل
هناك انظروا .. ها هيَ
فلم يبصروا بومةً
فوق رأس الذبيح
و قطرة خلٍّ على شفتيه
و حبة قمح أمام الصليب
و بعد قرون من الدمع
غار على بابه نسج العنكبوت
لكي يخفيَهْ
و قطرة ماء تحاول في كربلاء
شفاه الحسين و لا تسقيَهْ
أعاد الصبي .. انظروا في الخيام .. الجموع .. الشواهد
لم يبصروا
و صاح الصبي .. انظروا في الجيوش .. المراكب و الطائرات
انظروا
فلم يبصروا في الظهيرة غير الظلام
و جاء رعاة الحريق
و جاء يهوذا يعيد الثمنْ
فلم يقبلوا .. و اشتروا حقل دمْ
و جاء رئيس الكَهَنْ
و سبعٌ من الجن تبحث عنها
و كانت ملائكة تتهجد … فوق التراب لكي تحميَهْ
و من ظله خلفها نفرت بسمةٌ حانيهْ
- رباه.
- لا تلمسيني.
و كانت كما النهر و البحر و التل و السهل و الرمل و العشب و المطر المستحيل
و كانت كما الطل
تهطل فوق تراب القتيل
و لا ترويَهْ

شوقي غانم
١ يوليو ٢٠٢١




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى