محمد آدم - الشجرة التي زرعتها صارت سريرا في زنزانة

الشجرة التي زرعتها صارت سريرا في زنزانة
الوردة التي غرستها سرقها الطغاة
الكلمة التي كتبتها علي الورق
اشعلوا فيهاالنيران
الشمس التي رايتها في الصباح
خبئوها
في غرفة تحت الارض
القمر الذي وضعته تحت مخدتي
سرقه مني اللصوص
المراة التي عشقتها
صارت مومسا تنعظ
الكتب التي جمعتها من علي سور الازبكية
تحولت الي فئران
وقطط
النهر الذي اغتسلت فيه مرتين
وفي نفس الوقت
حاكمني عليه الخلفاء
وزبانية جنهنم
الصورة التي رسمتها علي القش
صادرتها الراسمالية المتوحشة
باعتبارها من مخلفات ماركس
النجوم التي كومتها في حجري
واخذت اضحك من السماء
ضربوني عليها بالسيوف
وقدموني لمحكمة العدل الدولية
باعتباري منشقا
علي قانون الجاذبية
المقهي الذي اجلس عليه وضعوا القيود علي الطاولة
والسلاسل بين قدمي
وماقدموا لي غير شراب الخروع
صارت الشوارع طريقة الي الجنون
والاسرة
لم تعد سوي حقل اشواك
امد يدي الي الحائط فاجد نمرة تتربص
انظر من النافذة
فاجد السماء ملفوفة في اكفان
والموتي يخرجون من غرف الدفن
فلا اجد امامي غير امعائي التي تعتصرني
واعتصرها
علي براميل الغياب
كنت احلم ان اذهب الي البحر
لاري النجوم في طفولتها الحقيقية
وربما اجد سفينة تقلني
الي بلد
لايباع فيه الانسان بدينار
ولا المراة بكلمة
ولااجد فيه طاغية يتحكم في كل شء
بدءا من الجرائد الرسمية
وانتهاء بحراس الجراجات
وطقوس دفن الموتي
انا الغريق في هذا العالم
من يقول لي اين تكمن الحقيقة
اذا كا سقراط قدمات مسموما
وهيباتيا
قدمزقها القساوسة وحراس الرب
وافلاطون ترك جمهوريته الفاضلة
علي ارفف المكتبات
وابن رشد قد احرقوا كتبه في الشوارع
باعتباره من مخلفات
عبدة الاصنام
ماالذي بقي عليه ان ازرعه في هذا العالم
سوي الطقس السئ لحركة الارصاد
الدولية
وعنابر النوستالجيا

الشاعر الكبير محمد ادم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى