فيصل سليم التلاوي - إلى التي خطرت بالبال.. شعر

إلى التي خطرت بالبال تسألني = قصيدةً عذُبت منها قوافيهـــا
رقيقةً من شغاف القلب تسكبها = بديعةَ القدّ قد رقّت حواشيها
شفت غلائلها عن حسن فاتنـةٍ = يُحيّرُ اللبَّ باديها وخافيهــا
كمثل شعــركَ أيام الصبا دَنِفًا = قصائدًا من بنات الشوق تُزجيها
أيام كان الهوى والشوقُ أغنيةً = وكنت مطربها حينًا ومُشجيها
فقلت فاتنتي : رفقًـــا ومعذرةً = إنّ القوافي تُوافي من يوافيهــا
ومن يهيم بها صَبًا يذوب هوىً = ومن بجمرالجوى والوجد يذكيها
ذاك الذي تذكرين الأمس صبوته قد شيّبته البراري وهو يطويها
ليس ابن خمسين من غرٍّ يفيضُ هوىً = ولا الليالي التي شابت نواصيها
من بعد أن ذرعَ الدنيا وعاندها = وطاف بالأرض دانيها و قاصيها
يا حُلوتي، خَلِّ هذا القلب في سكنٍ = دعي الدموع الغوالي في مآقيهــا
ما نفعُ أن نسأل الدنيا وننشدها = عَودًا لما فات من أحلى أمانيهـــا
وليس يَرجع ماضٍ لو حلمت به = وهامت النفس في أغلى أمانيهــا
فاقنع بما جادت الأيام من كرمٍ = فليس للنفسِ غير الذكر يُحييهــا
أما رأيت ورود الروض إن ذبُلت = يظل عطر شذاها كامنًا فيهـــــا
تظل صفصافةٌ تعلو وقد علمت = غاض الغدير الذي قد كان يرويها
رأيتها شمخت مزهُوةً وعلت = لم تدرِ أي ُّالسواقي كان يسقيها
هي الحياةُ فما أعطت وما أخذت = حلوًا ومرّا سقتكَ الكأس من فيها

فيصل سليم التلاوي

2/4/1998

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى