محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - من الغياب الى الغياب المفرط الحضور

من الغياب
الى الغياب المفرط الحضور
تفرجين طريقاً
تنثُرين الأوهام
كحُبيبات ذُرة
يسقط المطر
وينمو الغياب حتى يبلغ مسافة اشتهاء الموت
او استنطاق الذاكرة للطريق
ليعترف تحت التعزيب
أين يخبئ الغياب الغائبين ؟
لستِ من ديني
ولستو من دينك
ولكن الرب ، فك حبكة المعادلة
حينا سلبنا الايمان
وعوضنا بالبحر
وباعضاء لا تحتاج الى نصوص لنُقيم صلواتها
كلما عبرت بالطرق القديمة لنا
عبرت الطرق القديمة
معي
الى الضفة الاُخرى من الذاكرة
وسرقت من محفظتي
"هوية النسيان "
الكنيسة التي صليتي فيها "احدك " الاخير
او بالاصح الاحد الاخير للوقت
باعت جدرانها لحانوتي
واللحدت
بالمتدينين الجُدد
حين صفح المساء جريمة العصافير
في الغناء منتصف الرصاص
صابه الندم
فهو عجز عن غفران جريمتك الاقل شراً
كنتي تقتلين الحرب
بالرقص عارية
في ارضية مرصعة بالموسيقى الحزينة
وبطلاء صامت البارود
في الغياب
كنتِ تعتصرين الهواء
لترضعيني " عرقك الانثوي "
فيتامين البقاء على قيد الجنون
كنتِ تزحفين كعفى على الصمت
لهذا فقدتُ القدرة على السماع من فرط الصمت
كنتِ تُعلمين الناي الضحك
لهذا اُصيبت الموسيقى بالنشاز ، لم تكونِ تدركين حوجة المُغني للناي
ليبكي بالانابة عن العشاق
وجرحى الفقدان
وهلع مخيمات النزوح ، من ثرثرة الامطار
لم تكن تُدرك ياللنشاز البريء
كنتِ تسرقين جناح " جبريل "
لتزوري لنا في كل ليلة نبياً من الشعر
ومن الاحاديث الماجنة
منتصف الغباء العاطفي
كنتِ تحلمين ببزخ
حتى يتدفق الحُلم من اذنك وفمك
وفي الصباح
تحملينه في حقيبتك اليدوية
وتوزعينه
للاطفال العرايا على الطرقات ، لعلهم لا يحتاجون الى تسول
الخبز
من نوافز الرب
وابواب السلطات الداعرة
كنتِ تمشين
فتخرج الطرق الاخرى " مواكب "
تُطالب بحقها " الخطواتي "
من حزائك
ومن عصافير ثقرك التي تغفز بين اعمدة الانارة
والغبار الملتصق
بارجل الاشجار
كنتِ تبكين فيمسح الرب عينيكِ بالخريف
رغم انف الصيف
كنتِ تضحكين ، فلا يحتاج الشتاء الى الربيع
كنتِ تصمتين
فتكف العتمة عن الزحف ، في حلمات الشمس المُحترقة
كنت تنامين ، فقط تنامين
تنامين حقاً ، و لا شيء في العالم لنتحدث عنه
فانتي نائمة
كنتي تستيقظين
هكذا يُصبح الشعر عاطلاً عن القصيدة
كنتِ
فقط كنتِ
لهذا كان العالم يتصارع في ادهاشك وافجاعنا هكذا
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى