ميلود خيزار - خمس محطّات لعازف القيثار

1
أصابعه شمعٌ نازف بالضوء
عيناه تطاردان طائر النغم المتبخّر
انفعالاته الدفينة تحاصر ملامحه الغامضة
بذلك التناغم الكلّي مع معزوفة الوجود
يحضن العازف الشعبيّ
قيثارته القديمة
كدمية من لحم.
2
نظرته التائهة في ما يشبه الملكوت
رعشة روحه عند بوابة المعنى
ترنّـح جسده الهزيل على سلم الموسيقى
تلك الغيبوبة التي تفيض
عن حاجة الصحن القذر
لدوائر النقود الزهيدة
نقودهم المطليّة بكثير من الشّقفة
لا الإعجاب.
3
كلّ وتر هو عصب مشدود
إلى ذاكرة البؤس.
كلّ نغمة هي طفلة، غائبة، تحلم بدمية ناطقة
طفلة بحجم قيثارة.
كلّ صمت هو منديل أسود
لدفن دمعة شفافة.
مرفقه الأيمن على صندوق الصّوت
فيما أصابع يده اليسرى
مشغولة بتفقّد مفاتيح الكون.
4
تدخل روحُه الصّندوقَ زفرات
و تخرجُ ... نغمات.
يُطبقُ جفناهُ على القَفلة
كشفتين محمومتين على جمرة القُبلة.
يتملّكه حنين غامض و آسر
إلى ذاكرة الماء في منحدرات الأنهار
إلى غفوة شمس خلف التلّة العارية
ذات الشجرة العظيمة الوحيدة.
إلى ميلاد غيمة من الغرب المريب
إلى ضوء جمرة تقاوم كلّ رماد الشّرق.
إلى قهقهة ساخرة تطلع من ضميره المستور
بدعاء الكفاف.
5
كلّ نغمة هي رعشة جناح
لطائر قلبه المكسور.
كلّ نغمة هي لفتة انخطاف
لـمشهد العدم.
كلّ نغمة هي هزّة كتف
من حرارة التصفيق
و من الأيادي المتورّطة
في جرائم القفلات الحزينة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى