صلاح عبد العزيز - ديوان الخروج للنهار .. سفر التكوين المصرى

- ديوان
الخروج للنهار
سفر التكوين المصرى
صلاح عبد العزيز-مصر
إبريل / يوليو 2021


( اغسلوني مما علق بى من الزيف والخداع
اشفوا الجراح التى أصابتنى من عالم الأرض
طهرونى من كل ما علق بى من الدنس )
من متون الأهرام كتاب الخروج للنهار
********
قالت :
كنت تعتقد أن الشجرات ما زالت فى مواضعها وأن هناك نهرا ينبع كنت تعتقد أن سحابات لم تزل على موعدها فى مجيئك ستمطر .، نفس المكان الذى يقيم به الوحش النائم .. تمشى ثم تعود ولا تتغير الأماكن .. الدائرة عندما تنغلق لا تحتاج غير طلة من نافذة مواربة تصنعها بنفسك . راحل ومقيم رغم أنفك والتراب يصبح حبرا للحروف فتخط كتاباتك ولا تدوم . البحث عن مصدر حياة فى الأفق تشغل غالبا قلب حجر نائم ينتظرك فتنتظر ،.. أسماء البلاد هذه المرة لا تحتاجها ، مهما تقلبت أسماؤها فهى تعرفك . ليست فى الدائرة وليست بخارجها وإنما بقلبك الذى تحتفظ به فى آنية .. من يحملك ثور ذا طبع هادئ -الكائن الوحيد- هو يحبك ويحلم مثلما تحلم ،. تنام على ظهره وينام واقفا وفى دورانكما كاد يبكى محراث تحت شمس صدئ ،..حتما وأنت تمشى الطريق من بدايته ومنذ يومين ما غادرت موضع قدمك الأول .. قلتَ لها وهى معك : أنا يا ربتى أعرف الطريق ولست باغيا خذينى تحت إبطك . قالت : فى الرحيل المبكر إلى مكان ليس له خريطة يجب أن تضل الطريق .
#
#
لا تشابه من الأمس بينى وبين وجهى عندما يعبرنى خارج المرآة ،. أظل قانطا ،. الرؤية إذا كانت مغبشة تشى بضبابية مشهد تحاول استحضار كينونة علامتها المميزة مسلة راقدة ،.. أتقن الصانع كسر قمتها ، كل تشويه يسبب حيرة ،. هل كان ينحت وجها ؟! أم .. هو خط الأرض وأكتاف القدماء وعراجين النخل وأوزات تسبح فى السماء ، مع بقرة ،. رموز بقدر انتشارها تغرب عن بالك ،،، هل كان يعنى أننا أبناء السماء نزلنا إلى أرض الآلهة بكراهية تنسكب من خلال موتنا الدنيوى ؟! أم خلود أزلى لا نرغب فيه ؟!.
فيضان المشاعر عندما تلمس نحتا بعينيك تتجمد أمامه .. الأغرب ، تلك الكونية فى امتداد يدك ، غبار الحجارة فى تنفسك الأخير .. على ضوء مشعل كائنات تتنفسك حين عبث بها الإنسان انقطعت الصلة بينكما وانطفأ مشعل الوجود .. الزمن وحده من ينظر التآمه ويعرف متى وأين .
أيتها العراجين المستفيضة امتلئى بفتيات أحلامهن تتساقط لأعلى فى هزيع ليلة وانفرطى بوجه أبنية لبنتها جفت وشفت عن جرافة الأحلام وهى تقطع أجسادهن تنفجر شموسهن كنهر بحدائق تتعرى بها الآلهة ،. فى ذكرى يوم أكل التمساح أعضائى ،.. فى لون الماء بلون اللوتس الحمراء معى ما لم يكن معها غالبا التحدى يطفئ الحب تظل أشواكه على الشط فلا نقربه نعلق فى منتصف النهر إلى أن تمد يدها القاتلة تستبدلنى عضوا عضوا ، الحب يرجع دائما من سفره وعلى شاكلتى تقع تلك القاتلة ما بيننا غير الدم المكسو بالكلام السحرى وتميمة الخلود ولعنة الانتهاك حتى الشراب والعصير المخمر لا يجدى ولا يمهل عين الشر أن تجمع ابناء آوى لوليمة عظام تشبه مصفاة البيت ، من نخرها السوس تشق إزارها وتمنحنى قدرة الانتصاب الطويل اليرقات وأغانى الحب فى نقاط الماء وسكر من الدلاء وحناء مغمور بها شقوق الضوء آخر ما يبقى من نهار لى على يابسة أكلها العشب واستوطنتها الأفاعى ،.. ما يتم أن تخط تحت الأرض محرابا لأنثى تشيد أعمدة تصقل حجارة وترى وجهك فى شحوب موت ، يليق بك أن تبلغه ، الراحة فى الريح وهى تمر فى ممرات أتقنت رشها تخلع نعليك والماء يبقى لك فى الجرة تداوى شقوق شفتيك بتفافة وبخرقة مبللة تمسح جبهتك ، الأوزات والبط البرى ورحلة الصيد والألوان المحببة لها الزهور المنوعة وحصيرة العشب الناعم زخم أوتار تستعد ومنشدات بجهدك يحدث الفراغ بين السماء والأرض.. بين موت يليق وموت لا يليق مثل سفر ،.. خطوتان أبعد ما يكون للمحمول بأبهة على الأكتاف العارية المضمخ بماء البئر وبعسل النحل ويقطين الماء .
#
#
........ وحين تراودك أحلامهن تندفع برغبة حريق ،.. انمحى كل شئ الأعشاب والطيور والأشجار الأرض السوداء أصبحت حقيقة والنصوص فى تفتت حجارتها من تلقاء نفسها تتهاوى ،.. أحمل أغراضى لإقامة طويلة الرحيل فى نفس المكان دون أن يتبدل الزمن ويتحلل الوقت ،.. الطين فى البرك والأسماك المختنقة تكفى ولادات جديدة تتقن المعاول رسم حدودها ،.. وأنا لا حد لى ولا مرايا سوى المستنقعات أنظر بها وجهى ،.. ما يستحق أن أعيش من أجله وأن أتكاثر من تلقاء نفسى بكينونة منتقاة وقيامة مجيدة، تنبت أعشاب وجهى وأشجار جسدى الميت ، لم يكن الموت المؤقت استخفافا بعودة الروح ، معى جرار أعضائى وأستقبلنى كل يوم وهى معى ،.. تجرى قنوات المياه على جسدين ،.. لا ،.. بل جسد واحد تختلط به السلالات وتنفجر منه أرواح الموتى ،.. العائدون بسراويلهم وأغطيتهم وكنوزهم ،..
........ من أطراف الحقول يرمقنى ابن آوى ومن بين السيسبان تتشكل الظلال بها ويدور حديثى معها :
- أنت كما أنت ولهذا لن أتركك وحدك فى القيظ ولن أسلمك لأعاديك وكلما احترق حقل نبتت من عرقك حقول كثيرة ،.. سأحفظك على سرير ملكى وأعمدتى ولن يأكلك التراب ولا موت بين يدى .
- ما يجعل السماء حانية يدك فى جسدى كلما تساقط عضو أتجدد بك أيتها المنيرة بقلبى ..
- أخرج فى الليل منك وأعود محملة بما يتوجب عليك نسخه طوال النهار ..
- سأنسخ ما تقولين لأنك دهرى الطويل وليس لى غيرك قبل العماء وبعد العماء ..
- بدأ الوقت والمواقيت ..
- بدأ الوقت والمواقيت ..
....... تنسحب الشمس بيديها وهى تغيب فىّ وأنا حاضر بها وما تزال القنوات تسقى الحقول ما أزال فى اول الليل فى أول العماء فى أول البدء .
#
#
تحمل الطعام والشراب سلالى ،
وأشجارى الحجارة الثقيلة ،
وعلى وجه مائى الحياة والموت ،
الجسد والروح ،
الشمس والقمر ،
ومن عماء إلى عماء
وطالما يدك فى يدى ولسانك فى لسانى
يتفتق هذا العماء عن هيأتى ،
.
الرغبة الأكيدة فى إيجاد مقياس
يناسب كل الأزمان ،
ليس محض صدفة ،
العودة من العالم الآخر ،
المفاهيم عادة تتقارب
فى كلمات ،..
المهم أن لا يمل الزمن ترديدها .،
لم أخطئ حساباتى بتلك المقاييس
،.. بنيت ما لم يبنه أحد
.
ينفلت الوقت بلا كيف ولماذا
فى أوانى الطبخ وغداء صانع السلال
وعمال الحقل
ملكة الوقت أنا وبندول الزمن
.
النجوم والكواكب ،
جيران فى حجرة الضيافة
يستقبلون موتاهم
حين يتم تجسيدهم
.
أنظر
الأقطاب فى وجهتك
الشحن المتعاكسة على قناعك الذهبى
النجم القطبي
آه النجم الوحيد كنت أنا
آه من جلْب الحجارة
من فوران الزئبق الحى
من رتل الجيوش المعبأة للحرب.
#
#
يخدعك الوجه أحيانا فهو يضحك حين يضمر لك الشر إما أن يكون أو غالبا هو الموقف الأكيد للمشاعر المؤقتة . الدائم فى الحالتين لا تعرف المحبة من الكراهية ، ضع نفسك مكانى إما أن ترضى عن تلك القسمات أو تتعامل كمن لا يدرك كنه التعبيرات البشرية على الوجه . الممثلات فى الغالب يتبرجن ليخفين مشاعرهن أو ليستبدلنها بما يناسب دورهن على مسرح الحياة . تأكدى أن مشاعرى اضطربت حينما عرفت كيف أوارى وجهى عنك أنظر فى اتجاه آخر فأجدك كخليط من مشاعرى وقد تركتها لتتخيلى ما تريدين ، وحيثما ترحلين ، وعندما تقررين . كلما أصدرت حكما ، أكون واقفا بعيدا أتخيلك تسمعين كلامى الداخلى مع نفسى كمن يدرك أخيرا أنه وحيد ولم يسمعه أحد . الكلام الذى لا نجيده هو المطلوب أحيانا ذلك أنه يقف فى منتصف الطريق يستبدل مفرداته ، يهذبها بقدر ما يستطيع ، فيخرج كلاما ثانيا غير ما هو ، حقيقة أنا قصدت أن أقول : أحبك . لكنها خرجت بطرق أخرى لا تشبه أحبك . تلك التى أريدها . لا تخرجى منى أيتها الكلمات الصادقة حتى لا أكون كاذبا المرة القادمة . كتبت على جدار معبد ذلك الكلام طمسه أحد الملوك فخرجت تائها فى الدنيا وعابرا لقاراتها السبع وعدت . مات الملك وعاد النقش لملك جديد ورحلة جديدة فى العالم الآخر .
#
#
فى طريق الماء
تحول النهر إلى جمرة
ظللت سابحا
إلى أن شدنى عشب البحر
وأوهام الريح وشجرة أحلام عابرة
باستطاعتك أن تخدع الوحش
وتعد كماشة لفكيه
.
عادة تشهد الطيور
أنك أطعمتها
وتشهد الأرض أن محراثك لم يجرحها قط
بل أن التسوية الأخيرة
ليلامس ماؤك ماءها
هذه الحبلى من خبأت أعضاءك المبعثرة
.
السماء أيضا
تلك البقرة بمعبوداتها
كانت تراك
وكنت ترفعها بيديك العاريتين
فى النفس الأول لمن يولد
من رحمها استنشقت محبتها
وكنت سعيدا جدا
لذلك الميلاد
.
فيه انبثق العشب
وتوالدت المخلوقات
وظل تنفسك للحظة أخيرة
اللحظة التى لا تنتهى
وأنت على جدرانها ومقابرها
تقاوم يأسك
تعد من الطمى أوانى الطعام
والشراب وتعزم العائلة فى الأفراح
تغنى
بفمك الواسع الجميل
.
مطوى بيمينك ومكشوف لعينك
كل ما تصنع
من بهجة
الثيران ومرابط البقر حتى خشب الطنبور
وعلى شجرة توت كانت أوراقى
تتجدد كل آن
أيقنت أن الزمن لى
وإلى الآن
وإلى الأبد
.
طريق الماء
لا ينفصل عن طريق البر
رحلة غير منتهية
مع الشمس
ليس سوانا فى الطريق
.
الشراب على مائدة العائلة
مقدس
أيتها الجميلة البهية
لك شعر مجعد
وعينان تمتزجان بالبنى
وبخضرة الحقل
وبلون الذهب كان جسدك
الحى.
#
#
سوف تقع حادثة وتنتهى إلى مكب النفايات
فهل تجمعينى
كقطعة بلاستيك ظلت عاما كاملا
كآنية ورد أو
كورقات تنسخينها
فى لحظات من ملل
عيناه تتأرجح فى لمبة النيون
.
تغادرنى الكتابات
إلى طريق تحدد
نهايات البشر التعيسة
النهايات التى لا تأتى منفردة
ولا بغتة
بل محملة بآلامك
النهايات التى لا تنتهى عادة
وتظل تكنس شوارعنا بمحفة الوباء
.
كما كان
زمان الوصل فى الخيمة
الغنمات وهى تمضغ الأثل
كنا على باب الخيمة ،..
.
فى عودة الرعاة بأبنائهم والقدور الساخنة
تتبعهم صحراوات فى وجوههم
ونخيل فى جيوبهم
يهدأ العرق وتأوى الأغنام ويستقر الليل ،..
.
الحكايات والزوجات والكلام على ألحفة القش
واللحم والمرق المذاب بخبز البر
لم يحن وقت المضاجعات
لم يحن
وقت انتهاء الحكايات
.
فلتخرجى من قصائدى الليلة
فى خمارك الأزرق الجميل
سأجلس حتما
وأسمع ركاكة حروف قصائدى
ستكون أجمل بتلك اللثغة وأسمع
جادك الغيس إذا الغيس همى
بتلك السين التى ربما جاءت من كوكب
خططنا على ترابه ذكريات
تنادينا مثلما أنشدت تلك الكلمات الرثة
.
وماذا أفعل بفائض الكتابة
سأكتب لك شعرا عموديا
ستأتى إلىّ الخيول والبيداء
سأرسم لك ظعنا
وأقيم هودجا
سأشترى لك جملا
أو أسرق ناقة
سأحضر لك أغصان الأراك
وسيأتي الضيوف إلى مائدة قصائدى
وأنت كفتاة خدر
أو كنؤوم الضحى
تغنين قصائدى
ثم تخرجين للينبوع
#
#
إن لم أدرك أنك خطيئتى ،..
أنت شجرتى المباركة
فراغ كبير لا ينتهى
الحزن
الألم
الفوضى
الموت
سيتوقف العالم
.
وأنا بلون الطمى
أنا ابن المستنقعات والبشنين
أوقن أن الموت ليس لى
.
أكتب
فيشع وجه الشمس من وجهى
أستنشق البخور واللبان والصمغ
أتقيأ أمعائى فى الأوانى
وأهمل علامات الترقيم
وأنت تنسخين صورتى
من المدن القديمة
.
وغالبا فى الصباح الباكر
أرى ضوء على بيتى
وعلى حجارة جلبها النهر
وبإزميل من عظامى أضرب الحجر ،..
.
يا بلاد الله بألوانك المزركشة
تنفجر بوجهى الإشارات
كعلامة يأس مسجلة
على حائطك
.
مر الرعاة
تحت يدى
مرت الخليقة
مرت الكلمات
فاكتب من اليمين لليسار
من اليسار لليمين
من أعلى لأسفل
من أسفل لأعلى
من الشرق ومن الغرب
وأقرأ من الوسط
أكتشف أنى خطأ إملائى
.
أتشبث بيدك قبل نفاد الوقت
فتعبرين بى البوابة
وأنت تغطيننى بملابسك
#
#
فى انشغال الشارع بأعضائى
أجلس هكذا
من يمر يلقى السلام ولا أعلم
كم من الحوادث أرتكبها
لا أفكر فى حياة أخرى
.
أبحث عن فمى
أبحث عن يدى
عن رجلى
عن عينى
لا أجد غيرى
يسألنى أين أنت
يتكلم دون أن أسمع :
هل أنت هنا أم هناك
.
الواضح أنى شربت بما يجعل يومى عاديا
وعلى الدوام
سكيرا وغير محتشم
لا
أفكر أن أظل هكذا
.
تلك يد تركتنى
وأنا أحتاجها حتما
وتلك عين نزفت على فستانها
بورودها المدلاة لم ترجع
ولا بعصير نهديها فى يوم حار
حتى اليوم المطير
لا يوجد مطر مس رجليها ليصلنى
.
فى تلك الآونة
راودنى حلم
أمواجه
موجة موجة
تتبعنى
كأنما أنا المزروع
فى غيابها
.
هناك بحر لا يؤوب من رحلته
السابح فيه
آكلَ العشب والدريس
أوراق الشجر واللحاء
يشرب من آبار مسمومة
يغمس الرمل بالتراب
رغيفا شمسيا
يمسك على بطنه الحجر
.
علىّ فى اللحظة الراهنة
أن أمسك آخر شعاع شمس
أدسه فى جيبى
.
سيصير أفقى
القمر ذو اللون الوردى
فى ظلام الليلة سيمنحنى
قدرة التحول إلى وحش ربما
وإلى ملامسة من أقابلهم ولا يرونى
.
فى الحصار يموت الأبناء
فى الحصار تموت الدواب
فى الحصار لا ماء لا عشب لا شجر
.
أغلقت على الزرع سنابله
وتزوجت امرأة جميلة
ولم أحمل هما
بعكس الأمم
جاءت
فأوفيت وأوفيت وأوفيت
ومع ذلك
ما تزال جائعة
ومازلت أرقب الوحش المختبئ
فى منافى الهجرة لشط آخر
عينى تخاصمنى وتطل من يدى
.
بمرور يوم آخر
لا أجدنى
أبحث فى عينيها
وغالبا لا أرانى
كما لا أرى عينيها
.
لا تعذبينى
انظرى ولو مرة واحدة
.
أمشى فى طريقى ، أحس بما يحسه الحجر
بل أنا الحجر
تاريخ من الصمت العظيم
التكوين يبدأ من حجر
التكوين ينتهى بحجر
يكفى مرة واحدة
أن تنظرى إلى
أيتها الجرجونية .
#
#
فى مناسبات عديدة
اخلع رأسى
وراء الباب
أمر على دهليز طويل
وصالة يستريح فيها الغائبون
أمر على تلال من الرمل
تحصر بينها أودية
تتفجر بها عيون ماء
أمر على طير يعشق المضاجعات
ربما يكون الحمام
ربما يكون اليمام
المؤكد أن تلك الأماكن تركتها
وراء الباب
وكان على أن أقلق
.
الدنيا بصورة أسنان ناصعة البياض
ابتسمت لى أخيرا
ولأننى أيضا أسير وأغنى أغنية قديمة
لا أتذكر كلماتها بالتحديد
لكنى أدندن بلحنها المميز
.
الحياة أربعة جدران وباب
ربما فى أحسن حالاتها
حجرتين فقط
لا تستطيع التجول بلا
نافذة كثقب إبرة
ممنوع النظر
عبر الحقول المترامية
منها
.
كان على أن أشهد لكنى نجوت
ولم أركب قطار الخامسة
الأعطال أحيانا تكون مباركة
كما الجوع يقوى الصبر عادة
ويجعلنا سواسية فى آلام الانتظار الممل
كل هؤلاء المسافرين نصفهم فقط
انتظروا القطار التالى
.
لم يغادروا رصيف أيامهم
ولم يحملها معه طالما الرصيف
ما بعد الخامسة يبتهج
.
نجا كل هؤلاء
بفضل رائحة الدم
التى ظلت تزحف إلى اليوم التالى
فى إعلان الحادثة على الهواء مباشرة
كما فى رواية ما
(أطل الرجل برأسه وسأل سائق القطار عن رحلة
عن مذبحة كانت
عن موز لابد أن يصل فى موعده فى ماكوندو )
.
هناك موتى كثيرون
لم يرحلوا بعد
ويحق لهم الفرح لأسنان الموت البيضاء
وهم عالقون
فى محطة خاوية من الموت ومليئة بالسعادة .
#
#
ما خلف سطورك
تكفى علامة
أرى ما خلف ذلك القناع
أرقب عينك
خدك
نبرة الصوت
فتقول ما لم يُقل وما لم نتفوه به
بين نفس يدخل أو يخرج
.
يكفى أن المس قلبك
بتلك الطريقة احتوى أربع حجرات
لطالما اتسعت واحتوت العالم
.
أنا فى قلبك أيتها الأرض
من ينزل إليك
يدرك أننى مازلت فى النقش الغائر والبارز
.
الدرجات المنحوتة فى الجبل
أخفيت معالمها
إلا علامة وكلمة وكنزا ولعنة
.
الغد نعيشه كأى شئ آخر
الأغرب أن يمنحنا الثقة فى هزائمنا
نود لو يجئ كالأمس
فلا نعيد ترتيب أدوارنا
.
أدرب نفسى على التذكر
كأن أضع علامة بين الكلام
أتذكر العلامة
ولا أتذكر ماذا قلت وماذا كتبت
.
هناك طعام وأوشابتى وزهور برية
وطيور تركت نيلها وجاءت معى
الذهب أيضا وأدوات الزينة
.
نعيش فى الموت أم الموت يعيش فينا
انتقالك من حياة لحياة
.
أنا من أكل البحر
علق فى منتصفه الجزر
والسمك النيلى
وبيض الدجاج
وأعشاش العصافير
.
أغلقت السماء
فى حسابى الشخصى
لا أشبه الشعوب على موائد الغرباء
.
أنا صحراؤك الكبرى
وجبالك الشاهقة
وفيروزك النادر
أنا الحصى
والرمال والتراب
أنا الشمس
والنار واليباس
وصاحب النورج وزارع القمح.
#
#
أجسادنا مطفأة
إلا أن حرارة التجربة ما تزال
ما تزال يدك تتألم من العمل المضنى
وقلبك يخفق
وطيورك فى سمائك قوادمها مشرعة
وكأنك رجل عشوائى
لا صداقة بينك وبين النظم الآفلة
تربكك الأمور المخططة
زمنك ممتد كجبال الجنوب ومستنقعات الشمال
أنت قصب الماء
وورق البردى
.
الصانع أحيانا ينام فى سرير الجميز والسنط
لا ينتبه
للنساء الأخريات
فانتبه
إذا دعتك إلى سريرها وقاسمتك الرغيف والشراب
.
تعود حرارة الجسد
وتتحطم على بواباتها
اتجاه واحد يجعلك لا تلتفت
ومع ذلك
تجد أمامك ما رأيته سابقا
وما عشته
تعيشه مرة أخرى.
#
#
لا تحاول أن تخترق حاجز القتل
الوهم ما تفرضه الظروف على قاتل
ينام فيتمدد الدم فى أحلامه
لا يتجاوز واقعه الدموى
مولع بالاستسلام كجثة لا تحركها عاطفة
.
أنا ابن التاريخ المنسى
فى المآسى الكبرى
وإبادة شعوب بكاملها
سيحاسبنى الله بلا أدنى شك
عن سبب محبتى
التنزه فى حقول القتل ممتع
وسبب آخر
كلما دافعت عن نفسى
يموت آخرون
.
كما أطالب نفسى فى مجلس الأمن
بضبط النفس
ريثما
تنضج أحلام القتلة
كمدمن للموت
أجيد أحيانا موتى دون ضجة
كهذا الهراء فى الأمم المتحدة
عن حل
وعن قضية مستثناة
.
ودون ضجة تنفجر البيوت بصواريخ عابرة
المستوطنات أحيانا
تكون هادئة حين يعبر الدم أرضها المغتصبة
المستوطنون أنفسهم يحبون البرتقال الدموى
ويحبوننى كمورد للمرفهين فى أوربا
وكعابر لا أعبر الحدود مطلقا
بل
أعبر التاريخ
من دم لدم يظل يتدفق للمستوطنات
.
لا تربكنى حتما
المذابح اليومية
فى مواجهة المجنزرات
الدق حتما على مسمار
يزيده صلابة على جدار.
#
#
من أيامى خرجت
أتجول فى أيامك
أنا فى كفك
.
ما أقوله كعشب منتظر
تحت شرفتك
أو كشخص تم زرعه
فى زر قميصك المبتل
وهو منشور على حبال قلبى .
ضعينى تحت جذرك الرطب ،
.
قلبى كتان من حقولك
لا يزهر حين نومك فقط
بل حين تطل من شرفة الليل
نجومها
تخفف من ملابسها وساعة القيظ ،
لا حضنك فقط
أحلم به
ولا وجهك قط
فارقنى فى هجير حقلى
يا شجرة الصفصاف ،
.
أنتظر انفراجة الباب
ومرور الأوز
والدجاجات والبط البرى
أيها الثور يا حارس الحقل
ويا بقرتى الحلوب
اعبرا معى بوابتها العتيقة ،
.
إنها سوف تأتى
.
أحييكم يا من تنظرون لى
أنا العابر حدودكم بلا جريمة
ويا ملتهمة القلوب
لا تأكلى قلبى
.
أقسمت عليكم بالرب العظيم
يا حارس البوابات
ويا أيها العابر
لا أحب التقارير الكاذبة
كأن تخبرنى أنك تحبنى
مثل عينك أو ( قد الدنيا )
لا تخبرنى كيف كنت فأنا أعرف
.
أنا الذى بنى وانا الذى صنع
.
حفرت لها الجبال وشققت لها الأرض
ولن أعود خائبا
من تلك القاتلة
وهى تستبيح قلبى
ولن أرفض طلباتها بالطبع
#
#
لم أكن لأتعرف على أحد فى أسفل العالم ، لم أكن أنظر وجها ، لم أكن أسير ، لم أكن طائرا ، لم أكن محمولا على كتف أحد ، لم أكن جسدا تماما ، مثلها لم أكن روحا أيضا . بفوانيس العتمة الظلمة لم تكن اختيارا ، لم تكن مباركة ، لم تكن مثل عالمى الأول ، لم تكن مثل عالمها الذى أعرف . وقبل بحيرة النار بقليل أسرجَت عتمتها أسرجتُ عتمتى ، كما كنا على نورها الدنيوى ونورنا ، نلتقى . التقينا قبل بحيرة النار بقليل ، لم يكن سوانا فى الحقول البديعة ، لم يكن سوانا بملبسنا ، لم يكن ملبسنا سوى الغبار ، بنصف بركة اقتربنا . كانت معى ولم تكن معى . وكنت معها ولا أدرى من أين تأتى الكتابات وتلك الخطوط على كفى وكفها ، الصور المنتقاة بين أسطر جعلتنى لا أرى ماذا أخط وأنقش . كنت أكتب الثوب الذى تلبسينه ومفترق النهدين من صنعى كمتن داخل متن ومفترق النهدين عاج وغائر كمشبك . المسافات والقياسات المتناهية الدقة يقطن بها حراس الأقاليم ، علامات من التاريخ السرى وجدها الأثريون ضحكات لا نستعيدها وغير مرغم أن تخلق من الطين طيورا لامعة تحفظ ملامحك حينما تعود لشكلك القديم . الآن وأنت تلبس أحذية البوما وملابس كاجوال يمكن أن تكون جالسا مع قاتل مأجور ، هى ذكرياتك على مسلة تهاوت . فى حين أن الغبار لم يكن ليلامسنا فى عصرى الفوضوى وتآكل أطرافنا ، ما كنت تقولينه يا سيدتى عن طلة من نافذة مواربة أصنعها لنفسى ، وما قاله ابن آوى عن باب وعن معدمين وعن مخاضة . يأخذنى القاتل إلى حتفى فأعود للنهار خارجا من عدمى إليك ، خذينى بيديك كما الأيام الخوالى .
/مازلنا نخطط للقصيدة/
ومع ذلك الاكتمال أحيانا هو ما لا نراه كما لا تحس شعلة النار برغبتنا فى تجاوز البحيرة مرات ومرات ، النار ليست بنار بل بحيرة بلا آلام نجتازها إلى الحقول حيث كنا ولخطوات معدودة نلتحم كما كنا فوق ما يتصوره الشعراء فى العودة للنهار قبل بحيرة النار .
#
#
كما الصباحات الجميلة
تأتى مهمَلَة
تفلت على غفلة منا
احتفاءات غير عادية
أخرجنا كسوة ضاحكة
أعدنا الكسوة القديمة للدواليب
لم تخبرنا باسمها
ضيفة البيت
.
فى حقول الآيارو تلك الندهات
تنبثق أرواح المغادرين فى نباتاتها
والموت ليس موتا
رحلة
بقدر
ما يحمل الإنسان بقلبه
تلك الإشارات
فى جداريات القدماء
ما تم لنا
العثور عليه
فى التوابيت
أنا فى الدنيا كما
أنا فى تلك الحقول
أنمو
كزهرة الموت
.
إنتبه وأنت تعبر
فى حقول الآيارو
.
لم أرتكب إثما
بمجرد أن أقفِل علينا الباب
ارتكبت الآثام كلها.
#
#
بالتأكيد
لا تشبهين كائن الأرض
عندما تنامين
على شجرة جميز باكية
تحتها مقبرة
وكما لا يناسبك الموت
ندخل سويا ونخرج بتمام أجسامنا
.
نمسح دمع الشجرة
وأضع يدى هنا
فى باطن قدمك
ما يشعرك بالغيرة
يا شجرتى العجوز
ويا مقبرتى الخالية
ندخل ونخرج كما نشتهى
.
فى ذلك الكوكب الدموى
الذى يعيش فيه حيوان رهيب
اسمه الإنسان
يسير على أربع فى الصباح
وعلى اثنين عند الظهيرة
وعلى ثلاث آخر النهار
يطحن الجبال بأنيابه
ومن حرب إلى مجزرة
ولا ينام
وعندما يموت يتولد من جلده نسل
كل همه الشراب
والطعام والفراش
.
كوكب أكبر قليلا من شجرة جميز
أشد عتمة من ثقب أسود
يقتل فيه الإنسان أخوته الأشجار
ويلوث أخيه النهر
ويأكل لحم جنسه
يحيا العرى ويحتمى فى بيت
يشبه الكهف
.
وكما لا يناسبنى الموت أطل على مقبرة
فالمرور على قبور الأحياء يجعلنا
كبدائيين بسكاكين
فى مواجهة بنادق.
#
#
ما يعترينى إذا نظرت لوجهها ؛ أخفض عينى قليلا فأخجل من النظر لعرى قدمها ؛ تغبش شكلها على حتى ظننت كل النساء هى وما عرفت طعم النساء بعد
.
هى تحلم بالشمس
أنا أحلم بالنهار
تتماوج الحوائط
كالنهر الجارف
أصيد سمكا وأمتطى فرس النهر
وهى
بشباكها تصيدنى
.
السقف سجادة لأوهامنا
ننظر إلى أن تتيبس فقرات العنق
بكامل أعضائنا نبحر
على قارب من خشب الأرز
.
اللامرئية ناولتنى نهدها
حليب الجميز وعسل السنط
وزيت الكتان
لم يكن فى مرارة أيامى الأولى
على مرمى البصر
حناء الشعر
أشعة مغيب ثابتة
ككف السماء المطبق هناك
.
اللامرئية
يد وحقل وسماوات
قمر ونجوم
وحكايات تتمطى فى الليل
كالصبح ينتظر قدومنا من المغيب
.
تستوقفنى القردة على أعتابها
هى منبع الحكمة ومهد السراب
.
أنا ابن الثلاثين المرفقة بأوراق موتى
الثاوى فى تابوتها
الزخرفة لا تعنى موتا
بل احتفالا بها
تأخذنى فى هيبتها
أمضى من رأسها
إلى قدمها دون خجل فى اتجاهاتها
نتوءاتها
أعطتنى كأى أنثى وهى ليست أنثى
آكلة الشعوب .
#
#
الجديد
كيف يمكن لها بعد آلاف السنين
أن تحتفظ بك على ذلك النحو
أن تظل كما يرغب الزمن
لا تشيب ولا يشيب ..
لأنك لست مضجعا فى الموت *
لأنك تنظر
وهى تدلى ساقيها فى النهر
ليس هناك كائنات بعد ولا قبل ..
.
الدنيا بكر وخلاصة المخلوقات تتدفق منها
إلى الطمى الرطب وغرين الماء ..
.
يتشكل من قطراتها
كل هذا الوجود
ينفرج النهر إلى دلتا والبحر يتراجع فى ملوحته
وذلك الوجع سفر التكوين المتجدد
حيث لا موت
بل حياة دائمة تتخلق فيها وتتجدد
أنت الخالد لتلك الخالدة ..
إثنان ولا ثالث لكما
.
أخطو فى تكونها ولا أبصر
كيف أخطو وكيف يكون التكوين
إلا هذا الوطن وهذا الشعب ..
.
ليس هناك ربما
بل مؤكد أن تلك الخالدة
هى بداية الزمان ونهاية الزمان
وما بينهما ..
.
نتجلى فى
كلمات ونقوش
ومقابر وشعوب
تأتى وتندثر فى ترابها ..
.
لا خروج من هنا بل دخول فى اتجاه واحد
واحد فقط .
.
أحضرت أعشاب النهر وجرة ماء
حصلت على الطين بعفونة القاع
عطرها السرى ..
.
راودت أنثى التمساح
من محجرى عينيها توارد الرسم
سقط من ورقة بردى
لا مانع أن تقيم معى أول جدار
بينى وبين حيواناتها المفترسة
فى حضورها تحت قدمى
فى غيابها أغلق الأبواب
فى تلاشى هيأتى يثور النهر
.
من أوقع النهر من يديها
ثمة أخطاء ترتكبها الآلهة
ثمة خطايا من السماء للأرض
ثمة كائن شرير يتلبسها فى المقابر
تلتهمها قطط محنطة
لبؤات
جسد واحد برؤوس عدة
لا تنظرى لى
فى تحولى رأيتك هكذا
رأيتك
بينما تنسحب الحياة
.
فى غيابك جاء الرعاة
فى غيابى جاءت الفوضى
لم يظلنى سقف
انهارت الدنيا فى الخارج
انهار جدارنا العازل واختلطت الأمم
كيف أعرفنى من تلك الأقنعة
يالتلك الدويبات الآكلة
قد أستطيع مقايضة الكابوس
بالغاب والعشب والطين .
#
#
:
حراسة البوابة
من أجلها عمل صعب
لا ننام
وراحتنا
عندما تتواصلون مع الموتى
.
الحزن
سلاية كسل النخل
تدخل عينك
تضع على عينك يدك
تقلب صفحات عمرك
فى الظلمة
مساحة الحزن لا تقاس بالألم فقط
و
إذا كنت سخرج من بابك
كآخر الشعراء الذين يسقطون فى الطريق
فلتهش على بقرتك وسرب من الأوز
أفسح مجالا لركب من المعدمين
يمرون على مقابرهم وأرجلهم
بوحل عالق
لابد أن مخاضة نبتت فى الليل
تجبرهم على
ذلك
.
تهيأت بإشارة منهم
هؤلاء ركبك
كلما مروا
تخرج معهم باكرا
دون أن تترك لهم جسدك
وما تحمله من هواجس
لتلك الطيور آكلة الجيف
.
فى منتصف الموت نرتب احتياجاتنا
نحفر لحياة الحجر
نقيم أرواحنا فى فراغات النصوص
أرسم مشهدا بعجلة حربية
ليقظة فى النوم متاحة للموتى
تسير إلى داخل ما تظنه أحيانا
الحنين ذو اليد الماكرة
#
#
يرتبك فى المرآة من :
خان
سرق
زنى
قتل
أحرق نباتا أخضر
قتل حيوانا ولم يأكله
نظر لامرأة غيره
لم يراعى والديه
لم يسر زوجته
لم يجمع أولاده على طعام
لم يأكل من عمله
آذى طفلا أو امرأة على عمد
غش فى بيع
باع بأكثر من سعر
قضى حاجته فى الخلاء أو فى النهر أو فى البحر أو على طريق أو على شخص نائم أو حيوان جائع أو يتيم
طرد سائلا دون أن يعطيه
ما يمنعنك عن كسر مرآتك
أنك
لم تفعل أيا من ذلك
وأنت واقف أمامهم لا تتلعثم
أربعين يوما على ذلك الحال
وتخرج لها فى عنفوانك
حينها
الحديث بينك وبينها يكون بلا واسطة
.
أنا يا ربتى
جسدى رداء نظيف
#
#
السماء هوة السقوط فيها بلا رجوع
ما يعنى أن تظل على الأرض تأكل من خشاشها كقطة
خير من أن تظل معلقا
ولا تصلح أحيانا أن يمزقها طائر بجناحيه
ولا الهواء
.
السماء خدعة الكهنة والتجار والمرابين
أبسط ما يبدو أن تجرى إليها
وعند خط الأفق
لا تجد ظلك الهارب ولا قلبك المرتبك
.
أحتفظ بالمسافة بينى وبين السراب
أعرف مقدار ما تغله الحقول
ارتب ليوم مجاعة توشك جدرانها أن تضيق
ستنبت الصحراء وتفرخ أحجارها
جاء فيضان قصير
الجوع بين فكيه يمضغ شعوبا بكاملها
والجنون إن يكن متاحا لكثيرين لم يكن لى
لم أهوى إليه ولم أقترب من سرابه
.
وضعنا الجثث على أسوار المدينة
لما رأوها البدو ظنوا الجنود
لم نرق أى دم على الحدود
هكذا ابتعدوا ومن بواباتنا دخلوا آمنين
.
كنا أنبياء الأرض وآلهتها
أوفينا الكيل إلى أن مرت السنون العجاف
الجثث التي وضعناها كانت قشا يطرد الغربان
.
من يريد منع مياهنا لا يعرف اننا تحت قشرة النهر
يد تمتد أعلى من جباله واليد الأخرى تحتها
يمكن أن يكون الوضع مقلوبا
الجنون هكذا
ما إن يعرفك حتى تحلم حلما خائبا
بأن تقيم سدا كل قدرتك فيه لا تكفى أن نزول
يكفى أنك ستغرق ولن ينقذك غيرى
يا من هناك
من يستطيع أن يمنع
الطمى المسافر عبر التاريخ
.
صنعت من الحجارة أضرحة ومن الطمى فخارا
به أنهار لا تنفد
أستطيع أن أدك جبلا
نسى العالم أننى سيد
من الطمى والحجارة كان تاريخى الممتد
وليكن
الصبر أحيانا على الأذى فن لا يجيده الآخرون
فلتنظرى يا مزيلة الجبال ويا من تحبيننى
قوتك فى يدى
ومعى حربتك
ومع ذلك أنت السلام الأبدى
#
#
بقدر خطاياى الجميلة
سنحاول تجنب ما وُضعنا فيه من
خيانات ومخزيات
سنهرب من العالم الردئ
من حياة منهكة عشناها سابقا
لا لكى نصنع عالما رديئا آخر
سنهرب
إلى أن يمر الليل
إلى حيث يختفى النهار
.
ستخرج
للعالم الملئ بالتناقض
ولا تسأل من أسدل الظلمة
حيث الشمس ليست إلاها
.
تمرنتُ كثيرا فى الوهم
نسيتُ كيف نزفتنى من أصابعى
الكتابات أحيانا دماء
كما الشمس تختفى
ويظهر القمر
أو
يختفى القمر
وتظهر الشمس
عاشقان
يجب أن يلتقيا
بمحبتى
.
من يدرى فى تلك الساعات
أن ليس جحيما بينهما
بقدر كثافة الزنك
.
لا تجعلنى أخطئ
لا تزد الأمر سوءا
فتحمل ما ليس يحمله أحد
كما فى شجرة الموت
بذلت ما بوسعك
الأغيار لا يفعلون
ذلك بكل خطيئة
.
إذن
ستخرج
تعرف أن الخطايا ما يكون ضد الطبيعة
أترك على طاولة عمرك السابق
كتابك الحالى
أو
كتابك الذى لن تكتبه يوما
وإن لم يكن
أوراقه المهترئة
تسبقنا بخطوات
فى طرق الحياة المملة
فاقرأ
ما ينقش على واجهات البيوت
.
الشراب يجلب الحزن بدون أصدقاء
كالشعر عندما أقرأه لنفسى
وهى تنشد
وأنا أبكى
الدمع أحيانا يكون تلا أو جبلا
لا يتمتع برفاهية الحزن
لكنه نزل من قلبها إلى قلبى
ربما أخرج
وربما لا أخرج .....
......
#
#
********
ديوان
الخروج للنهار
سفر التكوين المصرى
*بالديوان الكثير من الإشارات عن التراث الفرعونى وما كتب فى متون الأهرام ومقابر الفراعين وتوابيتهم آثرنا عدم ذكرها حتى لا نثقل على القارئ .


إبريل / يوليو 2021
صلاح عبد العزيز - مصر 🇪🇬 🇪🇬🇪🇬






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى