نزار حسين راشد - سلطان العاشقين

لأن حبنا جرت به الأقدار
لم تمزّقه المسافات
ولا شتّته التيار
ظلّ على شاطئه
كصدفة لا تني فتغتسل
مقيمةٌ لا ترتحل
مؤتلفاً
تعاقُبَ المدود والأجزار
فطالما أنت هناك
فلن يزال العالم الجميل
يُتحفنا بالورد والازهار
فالحب بيتنا الكبير
والعالم حوله حديقة الجمال والأسرار
وطالما بأنني مستوطنٌ
على مسافة قريبة
من الديار
أعبرها منادياً
أو هاتفاً من غير كُلفة
يا جار
فأقطف الأزهار
أو أستجير تحت ظُلّة الاشجار
أو أداعب الكلب
أو أصيخ السمع راغباً
لطائرٍ ثرثار
فما الذي أريده أكثر من ذلك
فلو حطّمتُ صدفتي
أوكشفتُ عن جلالها الإزار
أكون قد خسرت كل شيء
ربما لأنه لا شيء في نواتها
سوى الفراغ والعُري
الذي زيّنته لوثة الفُجّار
فلتحذري إذن
من غواية الفضول
أو شهوةِ الاستئثار
فهو مُخلصُ القلوب
من يعير العالم
هيأة الأبرار
ويرسمه بريشة الفنان
مفتتناً بالنور و الألوان
أما حقيقة العاشق والمعشوق
فلن تزال مخبوءة في خدرها
تحرسها فارهة الأستار
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى