نزار حسين راشد - رحلة عمر

منذ أُعلنتْ لحظةُ ولادتي
وعقب زغرودة الداية
ابتدأ المشوار
حملتني رحلةُ العُمر على عجلٍ
ووضعتني فوق سكّةٍ مرسومةٍ
كراكب القطار
وعبر حاجز الزجاج
رأيتهم يجترحون الإثم
يفعلون الموبقات
ويقطعون الزّهر والأشجار
لم أستطع أن أوقف القطار
أو أسحب حبل الطواريء
أو أطلق جرس الإنذار
كنت وحدي راكباً
لا سائقاً ولا سُفّار
وظل هذا العجز
مُتقّداً بداخلي
ككُرةٍ من نار
أشحتُ عن مظلمة المشهد
وانشغلتُ في قراءة الأسفار
لعل يد الله
ترفع الجور
تهدم ركن البغي
أو تجبر كسرة العوار
وحين ترجّلتُ
في المحطّة الأخيرة
لم يبق لي إلا أن
أسأل الله أن يمُنّ
بسعادة الجوار
حين رأيتها للمرّة الاولى
مليكة تخطر
في مملكة الله
ساحبةً في خُيلاءٍ ملكي
مُسبل الإزار
وكنتُ قد ودّعت الحُبٍ
أو أودعته بطن الجرار
ذلك الحُب الذي يبدأ
كأنه تنزيل وحيَ
وينتهي كأعور الدجّال
رأيتها
فعادت الأنهار تسبح في المجرى
وعادت الأطيار
في بستانها تشدو
وتجدّدت لنا أعمار
كُتبت لنا
قبيل أن يأتي عليها الموت
أو يسدل الستار
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى