محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لقد صادفت كارثة خلف السور القديم للمخيلة

لقد صادفت كارثة
خلف السور القديم للمخيلة
كانت تُدخن
آخر اصابع عناق
وكانت تتكئ على كتف السقوط دون خوف
واصطدمت بحقيقة عارية
عارية حد أنها
حين حاولت اخفاء مُدنها
لم تجد
سوى أن تكذب على قماشة غير مستوية الحديث
مشردون
مشردون
مشردون
اينما اتجه اجدني عالقاً
اتسول زاوية للتبول
او كأسا لا تخون النسيان مع الذاكرة
عاجزون
عاجزون
كلما تكلمت
سقطت قطعة من لساني
اخشى الكلمة الاخيرة
الكلمة التي بعدها
ساُجبر على الحديث بألسنة الغير
الجروح المطلوقة في شوارع لا تُجيد الانصات للاحذية
باتت جائعة النزف
حتى انها جرحت معصمها لتكتب
انا انزف الآن
البراغيث المُقيمة في الراس
لم تكن بالامس تجمع اثاثها للرحيل
بل تُجدد الاثاث
فقد اشترت الذاكرة
المطر ليس تبول السماء
وليس دموع ارملة
هو فقاعة خدشتها اظافر البساتين
لتنال من شهوة اللحظة
العصافير لا تزال في نظري اسماكا بحرها في الهواء
والاصابع لم تكن يوما للمصافحة
بل لتُحصي ثقوب فساتين الحبيبات
حين نطعنهم
بالرغبة البليدة
العناكب لا تبني بيوتا
العناكب تبصم الاسقف بان حياة ما انطفأت
دون أن تدونها الامم المتحدة
كإبادة
الرحيل يحتاج الى حذاء لا يفطر قلب المشوار
بالالتفات للاثار غير الضرورية للمكوث
محنة الشعر في أنه
لم يبشر به نبي
بل دائماً ما كان اتهاما
و جريمة الشعراء في ان لا احد كان بشجاعة أن يصلي قصيدة
او يُعلن أن معبدا ما
يختبئ في سُرة حبيبة
لا تجيد سرد الترانيم خارج مرمى الغياب


عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى