منصور جغيمان .. جالساً تحت عمود إنارةٍ

جالساً
تحت عمود إنارةٍ
لا أدري ماذا تفعل
هذه القبعة على رأسي
هذا الرأس الذي لا أعرف
ماذا يفعل بدوره
أعلى هذا الجسد
أشعر بالبرد
فأتسكع في محيط الإضاءة
واضعاً يديّ في جيبي
بيني و بين ما أخشاه
سبعة أمتارٍ من الإضاءة الخافتة
و امتدادٌ لا نهائيٌّ من العتمة
منكمشاً على نفسي
أحملق في الظلال المنعكسة
على جدران الغرف المضاءة
ماذا يحدث هناك ؟!
هؤلاء البلهاء
يكررون الأشياء ذاتها كل يوم
ظلُّ رجلٍ يلوح بكلتا يديه
و ظلٌّ لامرأتين تحاولان اقناعه بأمرٍ ما
و سكينٌ لا ظل لها تطعن الثلاثة حتى الموت
ألا يملّ هؤلاء البلهاء من هذا الروتين ؟!
تحت كل عمود إنارةٍ و خلف كل نافذةٍ
يتكرر المشهد ذاته كل ليلةٍ
قررت أن أتدخل ذات مرةٍ
و أنصحهم بتغيير السيناريو قليلا
قرعت الباب
فتحت لي جثة امرأةٍ عاريةٍ
جثةٌ لا رأس لها..سبني نهدها سبةً سوقيةً
أخذتْ قبعتي و اختفت بحثاً عن رأسها في الظلام
صار لقبعتي معنى بالمناسبة..صارت جزءاً
من مشهد القتل المعاد خلف كل النوافذ
أعود إلى عمود الإنارة بسبة نهدٍ و قبعةٍ مفقودة
هذا انتصارٌ كبيرٌ و لطمة ٌ موجعةٌ على خد التكرار
لكن تحت عمود الإنارة رأيت شخصاً
يجلس منكمشاً على نفسه
ينفخ في يديه و يفركهما من شدة البرد
على رأسه قبعةٌ
تشبه التي أخذتها الجثة في ذاك المشهد
و يحملق مندهشاً في شئٍ ما
التفتُّ لأرى إلام يحملق
وجدت أنه يحملق في رأسي
رأسي الذي سقط مني سهواً على الأض
و رغبةً في التخلص من قبعته
صرخ بأعلى صوته : من هناك ؟ من هناك ؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى