عفت بركات - حَدَائِقُ مُونِيه

( 1 )
بِدُونِك :
لا أُتقنُ الفَرَح ،
ومَا بينَنَا ..مُدنٌ مُظلِمَةٌ !
سَأروحُ
مِثلَ بَحرٍ دَائِمِ الغِيَاب ،
لَن أتركَ عِطرِي يُؤَانِسُك
الوردُ أصدقُ مِنكَ
الوردُ :
الذي يسُوسُ ممْلَكَتي ،
لِصَبَاحٍ بِغيرِ مُنغِّصَات .

( 2 )
مُوسِيقَاكَ
تَتَريضُ فِي غُرفَتي ليلًا
مِنْ تشنجُاتٍ تُجرِدُني ،
تُؤهِلُني لِصُعودٍ مُفاجِئ ،
مِن شَوقٍ
تتكَسرُ أنفَاسُكَ فَرَاشاتٍ
فأدُورُ ..
أدُور ..
أَشِفُّ.
لاحتضَانِكَ أتَهيَّأُ ،
ولا أسمحُ بِقُبلةٍ صَغِيرةٍ تُرفرِفُ ؛
كَى
لا تُفاجئُكَ
غَيبُوبَة .

( 3 )
أعرِفُ رَجُلًا
كُلَّمَا اشتَاقَ إلىَّ غَنَّي ،
أطلَقَ الفَرَاشاتِ عَلَى وَجهِ البحرِ ،
ونَادَى اسبقِيني
أُلوِّنُ أجنِحَةَ الزَبَد ،
وبينَ أصدَافٍ
تتشَابكُ عَلى خُصلاتي أُرفرِفُ ،
أُسَابقُ نِسَاء مُونيه *
إلى حَدَائِقَ البهجةِ
وأرقُصُ في انتِظارِ
مَنْ يُلوِّحُ بِعشقٍ ؛
لنرقصَ مَعًا.

( 4 )
العيدُ :
أن تُزهِرَ فوقَ جَنتي ،
مزهُوًّا تتسللُ كاليَاتَاجَان *
فيذوبُ أرقٌ ،
وتتهيأُ مملَكَتي لربيعٍ ،
تتغَامزُ نِساءُ " أفِينيُون" *
وخَلفَك يتسَابقن ..
فتُعرِضُ عَنهُن قَاصِدًا مخدَعِي ،
سأُعدُّ لهُنَّ مُتكأً ؛
ليُقسِمن :
" مَا هَذا بَشرًا "
ويُثمِرُ صدري
بِحَدائِقَ ليمُونٍ .

( 5 )
سأرفضُ دَورَ المَلِكة ،
وأخرجُ مَعَك إلى الحدَائِقِ
نصطَحِبُّ الفَراشَات
لِكُتبِ أطفالٍ سننجَبَهُم
فِي مُدِنِ السِّحرِ،
ونُهيِّؤهُم
لِعُبورِ أحلامِ مَلكين
مُغَامِرين مِثلنا ،
فَهلْ
تهيأتَ
لِجُنُوني
؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى