فيصل سليم التلاوي - أين سعود الأسدي.. شعر

قبل بضع سنوات، اعتاد الشاعر الكبير سعود الأسدي أن يسعدنا بإطلالته الدائمة على صدر صحيفة (المثقف)، بأشعاره الغزلية الرائقة وبردوده الشعرية الفورية المرتجلة على جميع التعليقات المعجبة بنصوصه مهما تعددت، وحدث أن تغيب شاعرنا عن صدر صحيفته أياما معدودات، فافتقدنا إطلالته واشتقنا لجديد شعرفكانت هذه الأبيات. حفظ الله شاعرنا الكبير أبا تميم وأنعم عليه بموفور الصحة والعافية ولا حرمنا من بديع شعره وزجله.

كـــل صباحٍ أغتدي فــــــورًا بلا ترددِ
مُقَلِبًا صـــــــحيفتي أروم طيري الغَرِدِ
ذاك الـــذي افتقدتهُ واشــتقتهُ من أمدِ
ينفحنا قصـــــــائدًا كأنها الزهر الندي
روائعا مـــن غَزَلٍ مُدَبَّجٍ مُنَضَّــــــــدِ
تعيد للشــــيخ صبًا إلــــــى زمان الولدِ
يرســـــــــلها تحيةً ما قصرت عن أحدِ
وشـــــــربةً هنيئةً لكل ظامـــئٍ صَدِي
يا طائرًا إلى الجليلِ أو نواحــــــي صــفدِ
أو جُــــزتَها مُغَرِّبا تجاه دير الأســــــــدِ
ســلها إذا ما جئتها عـــــــــن بلبلٍ مُغرِّدِ
وقل لها ياجنـــــةً أين ســــعود الأسدي
بروحــــــــهِ وظِلِّهِ وشِـــــعرهِ المُجَـــوَّدِ
خرائـــــدًا يبدعها قلائدا من عَســـــجدِ
ودُرَرًا كهيئــةِ الـ عقيقِ والزبــــــرجدِ
أين سعود الأسدي بفكــــــــــرهِ المُجَدِدِ
وهِمةٍ عاليـــــــةٍ دائمــــــــــــةِ التَجَدُدِ
تظل في تَــــوَثُبٍ كأنها بِنتُ غــــــــــدِ
قصــائدًا تواترت و ما لها مــــن عَددِ
تميس فــــي تدللٍ ميس حِســـــان البلدِ
كأنما يُوحــي لها تدمشـــــقي تبغددي
عرائسًا يُلبسُـــها من الحرير الأجـودِ
من غزَلٍ نسـيجُهُ من الطراز الأسدي
كم شـاقنا تغريده بعزفه المنفــــــــــردِ
ينفحنا من عطره من عبَـــــــــقٍ مُجَدَدِ
قصائدا نهفو لها تَهِلُّ دون مـــــــــوعدِ
ما خطبها قد أبطأت وقصَّــرَت في المدَدِ
وقد عهدناها توا لَتْ مثل زَخِّ البَـــــرَدِ
كصَيِّبٍ هطـولهُ يصيب كل البلـــــــدِ
أرَّقنا انتظـارها فجُدْ بها يا ســــــيدي
قصـــيدةً فريدةً ولو (عتـــــــابا ) بلدي

فيصل سليم التلاوي
30 /10/2013

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى