عبد الرؤوف بوفتح - هذا انا... يااا سيدتي

سيدتي....
لَعَلّه .. هُدْهد الشعر..
أتى بي اليكِ
لست انا سليمان
لكن ..
التي كُنّا نناديها
بَلْقيس
كانت .
في ايهاب
"سميراميس".
انت..
سميراميس
وبابل.. قبل " سَبَأ "
بابل.. اول بارقة في ظلام السماء
اول عارشة منحتنا الغناء
وأول هذا الصهيل الجميل
و أول حاضنة للشذا..
عند حدائقها تتزاحم
امة الطير
والجن والانس.
وهذا انا..
عند عرشكِ .
واشهد اني الامير الحَبيس.
تبدلت
بساتين الاساطير
لم يعد التفاح
غواية ابليس
صارت الكلمات
سحبا تاخذها الربح..
لها اجنحة
لها : مفاتيح..
نواقيس
الا ترين..
ان للعاشق اغنيتين ودمعتين
فيهما شطحات " الحلاج"
وروح القديس
فيهما :
قِشّة الغريق
وعطش الابريق
مسكين انت..
يا ابن الملوح
يااا قيس..!
سيدتي..
قليلون ،، يفهمون
فَوْرة امرأة دون رغوة النار
قليلون جدا..
يلتقطون بَرْق رعشتها
حين يضج بها ..
زَبَد الماء ،
ويغمرها الطوفان
كثيرون..
يمرون جنب حدائقها
ثم يلتفتون
الى جهة ليس فيها
خرير الذهول
الوردة.. والمرأة
لهما مخاض مريم
دعاء مريم ،
تباريح مريم
و حِشْمة النخل
لا تبتهل ..
الا بمفردها
تفوح.. في حضرة اوجاعها
تحب البستاني
وتكره قاطفها
للمرأة.. كثير
من تلك الاسرار.
كَأنْتِ..
يا كل هذا الاريج البهيج
ومَرْج من التّوت
من حبق يتطاول
في الروح..دون جدار.
هل تعرفين
كيف مات " نابليون"
وفي قلبه
عطر جوزفين
هل تعرفين
لماذا طافت فتاة الاولمب
جبال اثينا
وفي يدها " شعلة النار"
لم تكن تجري..
من أجل هتافات العبيد
كانت تبحث عن قاتلها
كانت..
تزف اليه حرائقها
تضيء اليه..بيارقها
تفتح شبّاك القلب لعاشقها.
سيدتي..
حين يصهدني العشق
.. ليس بالضرورة أنْ أُنَقّـِطَ كل حروفي ،
بِوَشْم اللعنات
وليس إشاعةً .
أن أكون بكيت، وآحترقْت،
ونزفْت مثل جُرْح خفِي..
وهكذا..
تكتمل في بال الطفل
أجمل أحزان العصافير
وأصير
سيّد المَعْبد ..
تصيرين ..
أخر تراتيل المحبين
أخر أقداح الأفراح
آخر قرنفلة في مزهرية القلب
لم تسقط من يدي
لم يأخذها التيّار
الى بحيرات الملح
يا امراة سوف اغني لها
أجمل الذنوب
طويلا... طويلا..
يااا أنتِ ..!


* عبد الرؤوف بوفتح / تونس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى