أريج محمد أحمد - فرار....

في الثمانين مِن عُمري
لن أرغب في شيءٍ
سوى
جذع شجرةٍ معمرة
تُشبهني ..
في أخاديدِ التّجاعيد
تنامُ ضحكات الصِّبا
وآثار أقدامٍ مِن الماضي
المُختبىء في ارتكاساتِ الحنين
وأذرعٌ مفتوحةٌ لآخرها
تمنحُ الظّلَ
وتعكسُ في مداها
فكرةَ الحرمانِ
مِن تثني الإحتواء
أسندُ ظهري عليها
وأبدأ في العدِ العكسي
مع تساقطُ أوراقها
حتى أعود طفلةً
ملتصقةً بصدر ِ
أمي
ستُغطيني الأوراق
يتحولُ جسدي الى
أوراقٍ مُرقمة
تذروني الريح ُكيفما شاءت
الريحُ بنتُ الخلود
تُبعثرني ...
مِن كُل ورقةٍ
أخرجُ أنا
تزرعُني في كُلِ الأمكنة
أنمو أمامي حقلاً مِن وجوه
نضرةَ الملامِح
أكبرُ رويداً رويداً أمامَ عيني
أمتهنُ التسكُعَ بين أمسي و التفاصيل البعيدة
كم أُحذرُني
فان العُمرَ خداعٌ أشر
يقطِفُ الزّهرات عاماً تلو آخر
لا عِطر يبقى
لا فراشات تُطل
تموتُ الشجرةُ واقفة
وأحيا أنا هُناك
ورقةً تلو أخرى
أراني ولا أستطيعُ اللّحاق بي
اْم أنني أفرُ مني ... ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى