وانا كُنت ابن الأحياء الطرفية للفاجعة ، ابن المجاري الممنوعة من الصرف بأمر السُكان ، ابن الصخب الصباحي ، بائعِ الخرد ، وابن الجروح الوطنية الغائرة في الروح
والتقينا هكذا ، عرفتك من مشيتك ، أنتِ فتاة الحُلم
الحلم الذي لم احلم به ، الحلم الذي لطالما حاولت الحلم به لكنه يفلت ، الحلم الذي هو انتِ
هكذا مازحتني المُخيلة كذبت وهي صادقة ، او صدقت بكل الاكاذيب الممكنة
فصرخت من البعيد ، وكان الصوت مهذارا ، يُمارس التغابي ، يرفض الانسياق خلف حُلم
لكنني رغم انفه صرخت
جئتك هكذا ، بقفازات لزجة ، اردت أن تتطبع اصابعك على جسدي ، على ظهري ، على جرح المدينة في ، على اوردة الشارد من الحديث ، على الصفيحة الزجاجية للحظة
وقلت ااه صغيري
انه انت ، الخارج من رحم اسئلتي وبحثي المُضني عن رجل لازال يمسح غبار الركض الطفولي ، انت ايها الناضج بتعمد ، انت ايها الشفاف كربيع غير مُتصنع الشهوات
وكنت فرِحاً لأنني اصبحت صغيرك
انا الذي اكبرك بوطن ، وجرح وذاكرة
ولكنني سعدت حينها ، لأن في تلك اللحظة تفشت اورام الوصول المضنى ، وسحبتني المشيمة الى نقطة ما ، حيث الاعطاب يمكن اصلاحها
اخبرتكِ وإن لم يكن الحوار حواراً بالمعنى لقد تحدثت الاعين بأكثر مما تتسع له الابجدية
اخبرتك عن جرحي في الآدمية ، عن عشقي للنوافذ المشرعة ابداً نحو حنين يترقب ، عن الطُرقات التي لا تحترم الاحذية ، عن الاشجار التي تتشجع لتطرق باب الحطاب تُطالب برأس الفأس
وضحكتِ ، ذلك أن المجاز هو نكته القصيدة اللطيفة
ضحكتِ رغم أننا لم نحتج الى اللغة
حدثتني عن النافل من الأوطان ، عن لعنة الاسم واللون ، والهوية الجالسة في ركن المواساة
انحن نملك ما يكفي لنكون؟
سألتي ولم يكن للسؤال حجج تلفظه ، كان طازجاً ، ومُربكاً ، لزجاجات الكيمياء التي تتوسطنا
انملك اجسادا ، غير خاضعة للرقابة ، اجسادا فحسب نتبادلها بحسن رغبة ، لننفلت من مدى الرتابة اليومية
الجروح الوطنية تنزفنا دُمى ومشردين وضحايا اسعافات ثانوية للحروب ، الجروح غير المرئية التي تتفتق في الروح ، لذلك لم يتسخ فستانك الابيض ، بالبقع الشريرة للنزف
لكنك كنتِ قادرة على الضحك المُعافى ، مثلي تماماً ، مسكونة بأحلام باريسية ، بالأرصفة التي لا تتنكر للأمطار ، بالأصابع التي تدعي العفوية المحضة وهي تصطدم ببعضها ، مسكونة بأضرحة من الشمع ، وبدعوات الجدات غير المشروطة بالزوج الصالح
ما زلت اذكر
وكان الصباح ، الشمعة التي تفضحنا لفصاحة العصافير ولألوانها
وللعيون التي تأكل الاجساد العابرة ، لأن كل ما هو مختلف يُصبح حساء مجففا في موائدهم
هكذا أخبرتني وانتِ تطرقين على الطاولة باصابعك الشفافة ، لا لتلفتِي انتباه القهوة لفوضوية المزاج
بل لترتبي صدرك ، على الانصات ، للرغبات التي تحشد خجلها لليالي مؤجلة
انمضي ؟
نمضي
هكذا قُلت ، وكأن المطر في الخارج ، هو في الخارج جداً ، حد أننا لن نصطدم به
لكننا اصطدمنا به ، دافئاً ، مُشبعاً بالاحتفالات لا لسبب سوى الثمالة المزدوجة فينا ، الثمالة التي خرجت عارية من بين الاصابع
والكيمياء التي احتكرتنا للاحاديث البعيدة عن السطح ، الاحاديث التي تتناول لون بشرتك ، اللكنة ، والجراثيم الغازية ، التي غربتك عن جدتنا السمراء ، وحقل القمح والرقص عرايا ، في موسم هبوط آلهة الزرع
هكذا صمدنا امام المحنة ، وسِرنا متحابين ، لقد كُنت حينها املك ذاكرة بيضاء كضمائر الاطفال ، احشدك بالكامل داخلي ، اُرتبك بما يناسب الاتساع غير المتناهي للحظة
انت وحيث انعدام الانا والأنتِ والتوحد المُطلق في مشهد اغصان
انتِ ، ومحاكاة المُدن في طيشها ، نزرع الاحلام في غير موضعها ونحصدها ايضاً من اتجاهات اُخرى
اكان حُلما؟
أن نسير الى الآن ؟ أن لا نتوقف ابداً ، أن نفترق ولا نتوقف ، أن لا نصل ابداً
ما زلنا نسير، وكلما توقفنا مارست النافذة العابها البهلوانية ، ورمتنا في تخوم الملذات المدخرة لليالي الفقد ، عُدنا ببراءتنا البكر ، لنلهو بأجساد بعضنا ، ونضحك من فكاهة ما اسميناه غيابا
ذلك أن الغياب يعني التوقف
ونحن لا زلنا نسير ، في خارطة لم تُضع بعد ، في جغرافيا تشبهنا في كل شيء ، عدا في الجرح ، تشبه الصافي منا ، الجزء غير النازف
نعود دائماً ، كصحفيين قذرين ، او كرجال اوفياء للموت ، نحو خرائب الذات ، وحيث بقايا الرماد المتبقي من احتراق اصابعنا
نحصي ما التهمته الكارثة ، ثم نشكو للكأس جُبن المواعيد غير الوفية للأقدار
لكننا في النهاية نمضي ، لأن الذاكرة تبقى هناك ، تزرع انتظارها في شتاء الرغبة
لتتفتح في ربيعنا الذي قد يأتي
عزوز
والتقينا هكذا ، عرفتك من مشيتك ، أنتِ فتاة الحُلم
الحلم الذي لم احلم به ، الحلم الذي لطالما حاولت الحلم به لكنه يفلت ، الحلم الذي هو انتِ
هكذا مازحتني المُخيلة كذبت وهي صادقة ، او صدقت بكل الاكاذيب الممكنة
فصرخت من البعيد ، وكان الصوت مهذارا ، يُمارس التغابي ، يرفض الانسياق خلف حُلم
لكنني رغم انفه صرخت
جئتك هكذا ، بقفازات لزجة ، اردت أن تتطبع اصابعك على جسدي ، على ظهري ، على جرح المدينة في ، على اوردة الشارد من الحديث ، على الصفيحة الزجاجية للحظة
وقلت ااه صغيري
انه انت ، الخارج من رحم اسئلتي وبحثي المُضني عن رجل لازال يمسح غبار الركض الطفولي ، انت ايها الناضج بتعمد ، انت ايها الشفاف كربيع غير مُتصنع الشهوات
وكنت فرِحاً لأنني اصبحت صغيرك
انا الذي اكبرك بوطن ، وجرح وذاكرة
ولكنني سعدت حينها ، لأن في تلك اللحظة تفشت اورام الوصول المضنى ، وسحبتني المشيمة الى نقطة ما ، حيث الاعطاب يمكن اصلاحها
اخبرتكِ وإن لم يكن الحوار حواراً بالمعنى لقد تحدثت الاعين بأكثر مما تتسع له الابجدية
اخبرتك عن جرحي في الآدمية ، عن عشقي للنوافذ المشرعة ابداً نحو حنين يترقب ، عن الطُرقات التي لا تحترم الاحذية ، عن الاشجار التي تتشجع لتطرق باب الحطاب تُطالب برأس الفأس
وضحكتِ ، ذلك أن المجاز هو نكته القصيدة اللطيفة
ضحكتِ رغم أننا لم نحتج الى اللغة
حدثتني عن النافل من الأوطان ، عن لعنة الاسم واللون ، والهوية الجالسة في ركن المواساة
انحن نملك ما يكفي لنكون؟
سألتي ولم يكن للسؤال حجج تلفظه ، كان طازجاً ، ومُربكاً ، لزجاجات الكيمياء التي تتوسطنا
انملك اجسادا ، غير خاضعة للرقابة ، اجسادا فحسب نتبادلها بحسن رغبة ، لننفلت من مدى الرتابة اليومية
الجروح الوطنية تنزفنا دُمى ومشردين وضحايا اسعافات ثانوية للحروب ، الجروح غير المرئية التي تتفتق في الروح ، لذلك لم يتسخ فستانك الابيض ، بالبقع الشريرة للنزف
لكنك كنتِ قادرة على الضحك المُعافى ، مثلي تماماً ، مسكونة بأحلام باريسية ، بالأرصفة التي لا تتنكر للأمطار ، بالأصابع التي تدعي العفوية المحضة وهي تصطدم ببعضها ، مسكونة بأضرحة من الشمع ، وبدعوات الجدات غير المشروطة بالزوج الصالح
ما زلت اذكر
وكان الصباح ، الشمعة التي تفضحنا لفصاحة العصافير ولألوانها
وللعيون التي تأكل الاجساد العابرة ، لأن كل ما هو مختلف يُصبح حساء مجففا في موائدهم
هكذا أخبرتني وانتِ تطرقين على الطاولة باصابعك الشفافة ، لا لتلفتِي انتباه القهوة لفوضوية المزاج
بل لترتبي صدرك ، على الانصات ، للرغبات التي تحشد خجلها لليالي مؤجلة
انمضي ؟
نمضي
هكذا قُلت ، وكأن المطر في الخارج ، هو في الخارج جداً ، حد أننا لن نصطدم به
لكننا اصطدمنا به ، دافئاً ، مُشبعاً بالاحتفالات لا لسبب سوى الثمالة المزدوجة فينا ، الثمالة التي خرجت عارية من بين الاصابع
والكيمياء التي احتكرتنا للاحاديث البعيدة عن السطح ، الاحاديث التي تتناول لون بشرتك ، اللكنة ، والجراثيم الغازية ، التي غربتك عن جدتنا السمراء ، وحقل القمح والرقص عرايا ، في موسم هبوط آلهة الزرع
هكذا صمدنا امام المحنة ، وسِرنا متحابين ، لقد كُنت حينها املك ذاكرة بيضاء كضمائر الاطفال ، احشدك بالكامل داخلي ، اُرتبك بما يناسب الاتساع غير المتناهي للحظة
انت وحيث انعدام الانا والأنتِ والتوحد المُطلق في مشهد اغصان
انتِ ، ومحاكاة المُدن في طيشها ، نزرع الاحلام في غير موضعها ونحصدها ايضاً من اتجاهات اُخرى
اكان حُلما؟
أن نسير الى الآن ؟ أن لا نتوقف ابداً ، أن نفترق ولا نتوقف ، أن لا نصل ابداً
ما زلنا نسير، وكلما توقفنا مارست النافذة العابها البهلوانية ، ورمتنا في تخوم الملذات المدخرة لليالي الفقد ، عُدنا ببراءتنا البكر ، لنلهو بأجساد بعضنا ، ونضحك من فكاهة ما اسميناه غيابا
ذلك أن الغياب يعني التوقف
ونحن لا زلنا نسير ، في خارطة لم تُضع بعد ، في جغرافيا تشبهنا في كل شيء ، عدا في الجرح ، تشبه الصافي منا ، الجزء غير النازف
نعود دائماً ، كصحفيين قذرين ، او كرجال اوفياء للموت ، نحو خرائب الذات ، وحيث بقايا الرماد المتبقي من احتراق اصابعنا
نحصي ما التهمته الكارثة ، ثم نشكو للكأس جُبن المواعيد غير الوفية للأقدار
لكننا في النهاية نمضي ، لأن الذاكرة تبقى هناك ، تزرع انتظارها في شتاء الرغبة
لتتفتح في ربيعنا الذي قد يأتي
عزوز
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com