أمل إسماعيل - زكريا يحفرُ للعالم قَبرًا بنافذةٍ تطلُّ على جهنّم

اللُّقمَةُ نغمّسُها بالخَراءِ
نشكرُ ربَّ النّعمةِ
- السّجان -
أنْ مَنَحنا موتًا مؤجلًا خمسةً وثلاثين عاما.. ومؤبّدَين

يا رفاقي،
الموتُ أن نغرزَ في حلوقنا الشّوكَ
ونمنَحَ المُحتَلّ وردةَ النَّصرِ
الموتُ
ألا تكونَ الوردةُ في شَعرِ الحبيبة!

***

ها مِلعَقَتي..
أصومُ عن الكَلامِ
كي أحفرَ في حنجَرةِ العالمِ نَفَقًا
بقدمَي المُكبَّلةِ أدوسُ على كُروشِ السّاسةِ
أحفرُ
في مجاري السّلامِ
أحفرُ
لأُخرجَ أوساخَكم من أرضي،

بلادي مُخضّبةٌ بالأملِ
وطينها يلينُ لي..
أنا ابنُ الحقّ

المسوخُ
أبناءُ القرودِ
لن يفرّوا من نافذةِ جهنّم التي فتحْتُها،

يا رفاقي..
حضّروا أكفانكم،
- والعُهدَة على الرّاوي -
يحيى سيأتي،
وحبيبتي التي بيّضَتْ جديلتها نشراتُ الأخبارِ
وخيانات الآل..
ستعودُ صبيّةً بآيَهْ،

فاضَ كأسي..
وامتلأتْ عيونُ الثكالى بالترابِ
هذا القبرُ
مفتوحٌ على جهنّم الحمراءَ التي تعرفونها
في عيوننا
وعيونِ أطفالنا،

***

يا أبناءَ الكلبِ
لا نومَ لكمْ بعدَ اليومِ..
بملعقةٍ حَفَرتُ في عيونِكُم
نَصري،
فانظروني.


__________________________________________________________________
* زكريا الزبيدي - أحد الأسرى الستّة الذين نجحوا في حفر نفقٍ لتحرير حريتهم من سجن جلبوع "الإسرائيلي"، باستخدام ملعقة، وأعيد اعتقاله بعد ستة أيام من حريته.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى