هشام حربي - ترتيلات العازف .

ما كنتُ أدخل نشوتى بالعزفِ حتى يشربَ الوترُ الأنينَ ، وأطمئن لصخرةٍ كانت تصدُ النوم عنى كى أظل على حدود الصحو ، أبدأ بعدها عزفاً وأقرأ نوتتى بين الجموعِ ، وكنتُ أعرف حين يغمرنى بهاءُ العطر أنكِ تسمعينى ، فانتقلتُ لعزف ما كنا نردده معاً ، والناس حولى ينظرون وقد تقاطع عزفهم في طائرٍ أطلقته من بين أوتارى ، أحررُ طائراً بمرور قوسى ، ثم أطلقه ليسبح فى فضاءٍ أنتِ فيه الصوتُ والأوتارُ والأطيارُ واللغة التى كُتبتْ لتمحوَ مايشتت طائراً أطلقتُه بالعزفِ ، يختصرُ المسافةَ والحوارَ، وكنتُ أسمعُ عازفينَ تحرروا بالعزف وانطلقوا معى فى ساحة الميدان ، أبصرهم خِفافاً يطلقون طيورهم ، قطعاً من الترتيل تسبح في الفضاء الرحب ، تسمع همسها ، فوقفت أعزف والطيور تدور حولى ، تسمع الترتيل ثم تعيده في الفجر لحناً
يطلبُ العزفُ الوقوفَ لكى تطير طيوره من فوق تنظيرات من جلسوا ، وأبدأُ كلما حررتُ وتراً طار نحوكِ ثم عادَ مُغرداً باللحن يقطر رِيهُ ، يتمايل الأشتاتُ حين يضمهم لحنٌ يؤلف بينهم بالرى والتحليقِ ، بالوتر الذى شرب اختلاف القصد ثم يصوغه نغماً ، فكيف تفرقوا ، والماء يجمع ما تفرقه المعارف ، وارتقاء اللحن يصعد صخرةً ينمو عليها العشب كى تهب الطيور ملاذها وهى التى وقفت تصد النوم عنى كى احرر طائرى.

هشام حربى



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى