د. عيد صالح - تلك الملامح ليست لي

تلك الملامح ليست لي
ولا من يطل ها هنا أنا
ربما حدثت خدعة ما
لا أثق في ألعاب التكنولوجيا
وأفضل أن أكون أنا
بمادتي الأولية
ربما لم يكن الأمنيوسي كافيا
وكان وجهي متورما
وكان صراخي مكتوما
كما أنا الآن
أكاد أقرؤني
ليس لغربتي عن العالم
فأنا معجون بالبشر
أكره الوحدة
كما أكره الزحام
أتناغم مع الطفل الذي بداخلي
وأحن الي ركبة أمي النحيلة
وهي تقرأ المعوذتين
وتطرد الشياطين والسحرة
في رقيتها اليومية
لم تخلف يوما
حتي في أيامها الأخيرة
كانت ترددها بإصرار ووهن
وكنت أشفق عليها
أه يا أمي
أصبحت غريبا عني
أنا الضاحك الباكي
والمتألم السعيد
والمتفائل اليائس
لا أحب الأبيض والأسود
والرمادي قاحل
كحياتي النحيلة
كأيام التحاريق
كمتاهة الصحراء
أرجوك يا أمي
أن تغفري لي
تعاستي
وأن تعاودي الظهور
في أحلامي
علني أعثر علي نفسي
وأقبض علي ذاتي
ولو في بوح
كهذا الذي يعتريني
هذا الصباح

3 ديسمبر 2013
دعيد صالح



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى