محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لم تكن قُبلتنا الأولى مُجرد قُبلة

لم تكن قُبلتنا الأولى مُجرد قُبلة
فالشمس ذلك اليوم استيقظت نشطة ، لم يتساقط عن عينيها الصمغ الاصفر
ولم يكن هناك سخام ، من بكائها المسائي قبل ان تودع
البحر "مُرهف السفن والامواج"
ونحن نُقبل بعضنا
جاء الخريف ، ووضع المزارعون البتلات ، والحَب
ونمت الحقول في نفس تلك اللحظة
ولم تتلف الامطار ثمار النخيل ، بل كان موسماً مُشبعاً بالثمار
اعتصرت الاُسر خمورها
ونسيت لمرة واحدة ، قصص الخطيئة الأم ، والموبقات
واحتسيا الخمر بعد العشاء
تم استبدال الخطايا السبع بخطيئة واحدة اسمها "اللاسعادة"
أذنت المساجد بعد الصلاة ، بموسيقا كلاسيكية
فرقص الازواج الفلامنغو ، والسامبا ، والتانغو ، والسلو ، رقصوا كل الرقصات التي يعرفونها والتي لا يعرفونها
ثم مارسوا الجنس كما لو انهم لما يمارسوه من قبل
"بكل حب "
اوقف الكونغرس ، ضربة نووية كانت متجهة لأرض ما ، لبلاد ما ، لتصنع خرابا ما
وجلسوا يتلون صلوات الحب
على وقع شفاهنا المُتصادمة
اوقفت نشرات الاخبار بث الكوارث
وبثت اخر حفل لبيونسي
طرقت العاصمة نافذة الموت ، واعادت الاطفال الى البساتين المُحترقة ، واعادت للبساتين المُحترقة الزهور ، والارانب ، والفراشات المُصابة بالدهشة اتجاه الازهار
واغلقت ابواب النزوح في وجه الرصاص
لم يشغل ابي الراديو على امدرمان
بل لم يشغله ابداً
جلس اسفل شجرة الليمون ، يستنشق رائحتها ثم دخن ، دخن لأكثر من ذاكرة قديمة له
لأكثر من زواج له
لأكثر من ابنائه الكثر ، دخن حتى سعل
ثم اغمض عينيه ، وسحب من الذاكرة ، اغنيته المفضلة التي غطاها غبار الوقت والتجاعيد
حين وضعت يدي هناك ، خلف ذلك الظهر ، وقبلتك
وصل مكتوب لجيش "ابن سرح"، غادر افريقيا مُسرعاً ونجت جدتي الافريقية من وهم البشرة البيضاء ، وعادت للرقص عارية على وقع الدفوف القديمة
وصلت لالهة الزرع
استفرغت القطارات الوجهات ، والحقائب ، والعناقات المكسورة ، التلويحات الجريحة ، والغائبين ، واحتفل جميع العشاق ذلك المساء
انقذ رجال الإطفاء روما من جنون نيرون، ومحا التاريخ، قصة احتراق روما نهائياً
تخلى الفلاسفة عن الهرطقة ، وتزيف الاشياء ، وقالوا لنا بكل صراحة
و بكل فلسفة غير متفلسفة ، من نحن ؟
توقفت الجاذبية عن امساكنا ، فصعدنا الى اعلى ، بعيداً
بعيداً
بعيداً
حتى تجاوزنا البعد ، وفلسفة المكان
الى اللامكان
و شهد العالم اول موعد غرامي جمع الشمس /القمر
واضحان
ارتدى القمر ربطة عنق حمراء وحمل في يده زجاجة نبيذ
بينما اشتعلت الشمس رغبة
ووضعت اقراص اذن خضراء فجرح الالوان المعتادة في ذاكرة الكون
وناما معاً حتى نسينا موعد كل منهما
حين قبلنا بعضنا
نسيّ كل منا فمه لدى الاخر ، فخرجنا ننتعل ابجديات مُختلفة
سعداء بذلك الازدواج المربك

عزوز



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى