أ. د. عادل الأسطة - "طاسة وضايعة" شبهة رقم السيارة الأصفر

وأنا أغادر بيت لحم إلى نابلس في الرابع من أيلول ، بعد المشاركة في مهرجان القدس الثاني عشر للشعر ، عدت مع الدكتورين إحسان الديك ونادر قاسم في سيارة طالبة الدكتوراه الفلسطينية هديل وزميلها ، وسيارتها ذات رقم أصفر ، فهديل وزميلها من فلسطين المحتلة في ١٩٤٨ ويدرسان الدكتوراه في جامعة النجاح الوطنية . والكل يعرف أن للسيارات هناك أرقاما ألوانها تختلف عن ألوان سيارات الضفة الغربية .
من المؤكد أن بعض الجيران الذين رأوني أهبط من السيارة تساءلوا عن الأمر ، وربما ارتابوا في .
مرات قليلة هي التي أركب فيها سيارات نمرتها صفراء .
في تسعينيات القرن العشرين زار الكاتب سلمان ناطور ، مع شابتين يهوديتين ، نابلس وطلب مني أن نزور عائلة " أبو زعرور " لإنتاج فيلم عن ابنتها الشهيدة إلهام الطالبة في جامعة النجاح التي استشهدت في العام ١٩٨٣ . كان سلمان قدم بسيارته ذات النمرة الصفراء ، ولا أعرف ماذا قال عني من رآني يومها من سكان المدينة في السيارة وإلى أين ذهبت به المخيلة .
في السنة الأخيرة ركبت غير مرة سيارة ذات نمرة صفراء ؛ سيارة أختي القادمة من القدس لزيارتنا وسيارة زوجها وسيارة المحامي فؤاد نقارة وسيارة المحامي حسن عبادي .
ماذا أفعل لكي يتأكد أهل المدينة ممن يروني بأن صاحب السيارة عربي ، فلا يظنوا بي السوء ؟
في الانتفاضتين ، حين كان أهالينا المقيمون في القدس أو في فلسطين المحتلة في ١٩٤٨ يزورون مدننا ، أخذوا يضعون الكوفية الفلسطينية في سياراتهم ، لكي يقولوا لضاربي الحجارة من المنتفضين إنهم فلسطينيون وليسوا يهودا أو مستوطنين يهودا .
عندما عرف المستوطنون اليهود سبب وضع الكوفية في السيارة أخذ قسم منهم ، لكي ينجو من رشق الحجارة ، يضعها في سيارته ، وصار المستعربون اليهود ، إذا ما أرادوا دخول مدينة فلسطينية ، يرتدون الكوفية أيضا ، فاختلط الحابل بالنابل .
مثل وضع اليهود الكوفية لتمشية أمورهم ارتدى بعض الاستشهاديين الفلسطينيين في أوقات الانتفاضة ملابس اليهود المتدينين ليصلوا إلى الأماكن المنشودة ، ولكي لا يعترض سبيلهم الجنود على الحواجز .
حالتنا في فلسطين حالة مربكة ومعقدة ، والمثل يقول " طاسة وضايعة " .
نعم حالتنا طاسة وضايعة !!
صباح الخير
خربشات
١٥ أيلول ٢٠٢١ .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى