أريج محمد أحمد - مجنونٌ في ذاكرة أيامي ...

من نافذتي أراه كل يوم..
وخلال مواعيد خروجي للتسوق يبرز دائما أمامي وكأننا على موعد ، بشعره الكثيف، وثيابه الرثة. حافي القدمين وكأنه قطعة ظلام نسيها الليل فبقيت هائمة على وجهها طيلة النهار .
رأسه مثقلة بالكثير، يبدو ذلك من الكتفين المتهدلين وانحناءة عوده الفارع فيما يشبه غصنا يهم بالسقوط .
دائمةُ النظر الى رأسه وهو ينظر في الفراغ
أرى علامة استفهام كبيرة تسبح في ذاكرته
ذاكرته بحر متلاطم الأمواج
يزعجه ..
يحرك رأسه دوما
يمينا ويسارا
حينا في عنف
وآخر في هدوء
وكأنه يهدهده
يستجديه الإجابات ....
تُرى كيف يشعر ؟
وتلك العلامة الكبيرة تشير إلى ضخامة السؤال او هي مجموعة أسئلة التهمت بعضها من جوع الإنتظار وعبث اللاجدوى فتحولت الى هذا الكائن المقيت الساكن مكان الإدراك منه...
لكل منا ما يحيره، لا أعرف ان كنت لاتزال تشعر بالحيرة من اي شيء ؟
ما يحيرني أن سؤالا في رأسي
- هل تعرف انك مجنون؟ وفي عينيك اجابته المكتوبة بلغة لا تقرأ وبإحساس أكبر من أن يقال، وفي كل مرة التقيك فيها أعرف ان سؤالي سيبقى من دون اجابة تروي غليل التوثيق برأيي ما لا يكتب لا يعول عليه ...
هل تعرف ان البحر في ذاكرتك يشبه بحر ذاكرتي وانني حين أراك أبدأ بتحريك رأسي مثلك عله يرحمني من ثورات أمواجه ...
أنا لا أخافك صدقا لا أخافك مطلقا وذات يوم سأجلس بجانبك لأطرح عليك السؤال الأهم
كيف جننت .. ؟ ستضحك أنت وسأبكي أنا .. !
سأعرف وقتها انك أعقل من هذياني
وانك مكسور الخاطر
وطنك منفى ... بيتك شارع مفتوح على جدران العدم
وتك مخنوق ... وعقلك غارق في بحر اللاوعي ...
لم أنت في طريقي ؟ أم أنا في طريقك الذي يبتلعك في كل ليلة ليلفظك في الصباح وأنت أكثر أكثر ماذا ؟
أنا لا اعرف هلا أخبرتني
قل لي مثلا :
انك تركت عقلك بين ركام اول حادثة حب
أو عند خيانة الموت لك في بعض منك وهو الأعز
أو عندما قمت بقتل سافل كان يستهتر بتناولك للأشياء في زمن الصحو من زاوية يصعب رؤيتها على العادي من الناس ولأنك تبدو أرق من التعايش مع فكرة كونك قاتلاً لذا تركت عقلك يحمل النعش الى مثواه الأخير فبقى هناك ونسي أنك تنتظره في منعطف ما ...
هل ضاقت عليك الدنيا بما رحبت ؟ أم ضقت بها ؟
هل استوعبت ما فيها أكثر مما يجب أم خرجت منها وأنت لم تفقه شيئا من تناقضها المضني ووضوحها المتخفي وراء ازدواجية معاييرها والتواء ايامها حول عجلة التكرار ...
قد أكون في ختام جلستي في جوارك قلت الكثير وأنت كما أنت تشير بيدك نحوي ثم تعيدها الي حجرك وتحرك رأسك يمين يسار يمين يسار
مازال كل شيء كما هو الا من انعكاس وجهي في عينيك ترى هل سينجو من الغرق في جوف الوحش الكامن في بحرك هل ستذكرني ؟
أنا سأذكرك دائما وسألاحق خطواتك
وربما إذا خرجت ذات يوم ولم أجدك
سأسأل عنك الطريق ، الرصيف ، ملعب الكرة ، المبنى تحت التشييد المقابل لمنزلي برأيك هل سأجد إجابة ... ؟
  • Like
التفاعلات: تسنيم طه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى