عمر حمداوي - معاناة طفلة عربية

طفلة صغيرة أنفجر في وجهها أنبوب الغاز بالمنزل فتم نقلها إلى مستشفى المدينة القريبة حيث أستودعها أهلها بين يدي الأطباء والخبراء في مداواة الحروق الجلدية وعلى ما يبدو أن النار التي اضرمت في وجهها الجميل أصابتها بالدرجة الثالثة شوهته وجعلت منظره صعبا على القلوب الضعيفة في ذلك الوقت لم يكن يسمح بزيارة المرضى إلا مرة واحدة في الأسبوع وبالتحديد يومه الأربعاء عيادة المريض ممنوعة بشكل تام ولكن أخ البنت قام بإجراءات خولت له أن يتابع حالتها كل يوم بعد أن اجرى فحصا تطلب منه أخذ عينة من فصيلة دمه ثم منح الوقت للتردد على أخته كان الشاب خير الدين كلما دخل المستشفى يلعب في ممراته حالة إنتابته لا يعرف لماذا ربما لحصوله على الموافقة او ربما كتعبير عن الحرية التي كافح من أجل فرضها على المكلفين بتسيير المشفى فأحس بأن ذلك القانون المجحف في حق الناس يلزم مخالفته يسير في الممرات وحده كما وكانه يمثل بمشيته سير عشرات من تركوا عائلاتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم دون متابعة ولا مساندة ولا مواساة كان يشتري لها وصفة الدواء يزورها فيتأزم نفسيا كلما شاهد حالتها في تلك المعاناة وهي تصرخ وتتأوه من أثر خلفته نار المحرقة بعد مرور شهر ظلت على نفس المستوى بل تطورت إلى الأسوء..
طلب خير الدين من والده المقيم بدولة أروبية أن ينقلها إلى الخارج كي تتلقى العلاج كما ينبغي شجعه وشدد عليه أن يفعل ما يمليه الواجب حتى لا تبقى في تلك الحالة الحرجة
حوادث الحريق خطيرة كلها وأشد تعذيبا نظر إلى بكاءها وعدم صبرها وتحملها فكر جيدا ثم أسرع في طلب منحة السفر العاجلة وجد المساعدة استجابت لطلبه تلك الدولة التي يقيم بها سجل اسم ابنته في احد مستشفياتها نقلها على الفور
لبثت هناك لأكثر من ثمانية أشهر خف ألمها تعالجت كما ينبغي
استطاعت ان تغادر المستشفى ضامنة صحتها وسلامتها وحينها طلب منه مدراء واطباء المستشفى دفع تكاليف العلاج لينفق كل فرنك من جيبه وقف حائرا كان ثمن كل ليلة يقدر بثمانين ألفا لم يستطع دفع المال ولا حتى ولو جزءا منه فعمله الشهري القار كان يحدد في مائة وخمسين ألفا ماذا يفعل في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه وإذا بالصدفة تجمعه بشابة يهودية تحمل الجنسية الإطالية تقيم بفرنسا جميلة ترتدي ثيابا محتشمة قص عليها القصة كاملة رافقته إلى مكتب قبض النقود استأذنت من المسئولين في المكتب أن يمحو عنه الثمن المطلوب لأنه فقير ولا يملك المال ولا قدرة له عليه
رفض مجموعة من الأطباء وساطتها نظرت إلى والد الفتاة وامسكت يده من المعصم رفعتها إلى فوق عاليا وأقسمت له امامهم بالله أنه لن يدفع فرنكا واحدا وكذلك كان تم إعفاءه من دفع تكلفة مستحقات العلاج جميعها طلبت منه ان يمنحها اسم المستشفى والطبيب الذي قام باستقبالها في المغرب لتقاضيه قائلة له ذلك الذي تدعونه طبيبا لا يصلح ان يكونا هنا حتى ممرضا ( فرملي ) شكرها وانصرف عاد إلى غرفته اقتنى منزلا ترك ابنته معه ولم يعدها إلى أرض الوطن كبرت البنت عاد إليها جمالها ونظارتها ثم تزوجت وأنجبت خصصوا لها راتبا شهريا لم يطالبوها بأي عمل تركوا لها حريتها كاملة في التصرف في وقتهاوابناءها أيضا يتقاضون رواتبهم وهم يعيشون الآن في رفاهية تامة تحت ظل قانون يحترم حقوق الإنسان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى