محمود سلطان - عدى النهار..

في أغنية "عدى النهار" أو "موال النهار" لحنها بليغ بمقام "العجم" وهو بالمناسبة مقام يبدأ بالنغمة "دو" ـ وضع الإصبع الثالث (الوسطى) على الوتر الرابع "لا" الثاني من أعلى في العود ـ وينتهي أيضا بذات النغمة "دو".
ولا أدري كيف صنع بليغ من هذا المقام الذي يوصف بأنه مقام الملوك والعظماء (لرفعه من قدر الشيء) ويستخدم أحيانا في بناء الجمل الخاصة بالسلام الملكي أو الجمهوري للدول.. راجع مثلا أغنية أم كلثوم "أغدا ألقاك" ـ مقام العجم ـ وتأمل التدفق القوي والسلس للحن كما يستخدمه القُراء في تلاوة الآيات التي تحدد المصير في القرآن الكريم.
لا أدري من أين جاء بليغ بكل هذا الحزن من مقام العجم وهو يلحن أغنية "موال النهار" ممزوجا بنبرة تحد/قوة، يناسبها مقام "العجم"
.. بليغ ـ رحمه الله ـ الوحيد من بين ملحني جيله الذي كان يقدم "الحزن" في صورة "مبهجة ".. ولكن في "موال النهار" كان الموقف مختلفا .. كتبها الأبنودي ولحنها بليغ بعد هزيمة يونيو 67 .. وسقوط "جعجعة" النخبة وانهيار "دولة الأكاذيب" في حينها.. عندما سُجلت أكثر مشاهد مصر تعاسة: يبقى الزعيم "الخالد" على جماجم وجثامين وطن محطم.
يقول مطلع الموال:
عدّى النهار و المغربية جايّة
تتخفّى ورا ضهر الشجر
و عشان نتوه فى السكة
شالِت من ليالينا القمر
و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرش يدفع مهرها
يا هل ترى الليل الحزين
ابو النجوم الدبلانين
ابو الغناوي المجروحين
يقدر ينسّيها الصباح.
رحم الله تعالى الثلاثي العبقري: حليم، بليغ، الأبنودي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى