نوادر إبراهيم عبدالله - وسام الخُيَلاء

لا يحزنني الوقت ولا تماطل الأقدار
لا تكدرني الأحوال والتقلبات
أريد أن أثار فقط
لأيامي العطشى
ودقاتي الوَاجِلة
أن أبصق مُر هذا العالم
أقلع جلد الندم
أقف عارية من حنقِ الملذات الضاحلة

يحزنني جدًّا هذا الضيق
ومتسع الخطى قيد النور
والقمر غائب
والشمس بكهوفِ الأعداء
تتهشم بصفعِ الضباب
القاتل حتمًا يعرفها
السارق نفسه كان لطيفًا
ينتظر خيوط حبيبته
يترآى إليه ظل الخصر
فيصدمه دخانٌ عاتٍ
قِيل عساكر بلا شارات
قِيل حُماة
قِيل البارود تَنفُسهم
وشهيق الرحمة خَاصمَهم
منذ سقوط دم العذراء
منذ هوان النخلة تلك
منذ سنون الفيل الأولى
والبحر يا لهفي ما أشقاه!
اِحتضن العاشق والأعداء
وتوارى رغم تمدده
صرخ ينادي على الإطفاء
والثائر يا غُلبي ما أشقاه!
حَفِظَ الشارع سيرته
وأنكرها صوت الأنباء

هل ضاق الفضاء بالأقمار الإصطناعية؟
هل حارب وطننا الأُميَّة؟
هل لا زالت بلدي تُدرك صرخات الأطفال؟
الجوع يناولهم يده
سُّم الفقر بلا ترياق
الحيرة تنهش أفكاري
ناطحات سحاب بلا جدوى
والسائل تأويه الأنفاق

تأويل الواقع مزبلة
ودموع الصبر تعاندنا
نتماشى قمعًا واستهزاء

والصوت يجدد بصمته
تتبعه جميع الأصداء
يعود البحر لثورته
بجماجم صَدِئة وغُثاء
ولأن الشارع يثق بنا
يُعطينا وسام الخُيَلَاء
فقيدٌ راح لرحلته
أو نُكتب كُلنا شهداء


نوادر إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى