عبد الحميد شكيل - لا سماء..

لا سماء في وجه الريح..
لينتصر اللون..
على سواده..
وتنهض غزالة الماء..
بما يليق من الحنين..
كسّرتُ نظام القصيدة..
ونهرتُ أيقونة الأوراد..
ليحتفل الوقت..
بملاذه..
ويصيح الضوء ..
من ثقب المحال..
جمّلتُ الألم المؤجّل..
وحملتُ أثقال المثالب، والحؤول..
لاثقب في قصب الرواح..
ليبتسم الشكل ..
وتغرد القصائد،
على أسوار المسار..
زعم المروِّجُ، والمُتوَّجُ..
الفى غرف الظلام الأوحد..
أن السماء، لا سماء لها..
وأن الأبراج خدعة الأذكياء..
وسطوة الأقزام على لون البكاء..
لا سماء في لغة الموت..
ولا نايات على درب العناء..
رشقتُ الماء..
سيّجتُ القصيدة بالسناء..
وعبرتُ الريح ..
منتمياً لفضاء الأصفياء..
ولسيرة الطفل المضرّج بالخراب..
لاسماء، في السماء..
لينشر الظل ظلاله..
ويقول بالحلم الأكيد..!!
على حدود "يبوس" الشهيدة..
وهي تكتب سيرة الدم، والغناء..
وتبوح بأوجاع الحجارة..
وسيرة الخيل، على رمل الفلاة..
لاسماء، في السماء..
لترفع عني..
ما يفيض من الفناء..!!
ماذا لو..؟؟
ماذا لو أني الآن في" أوروك" ..؟
أرتب الشوارع..
الدروب التي في مفترق الروح..
النساء البديعات على ربوة النهر..
الممالك في عز القرى،
الجنود.. على ظهور الأحصنة ..
الفقراء.. يكدسون التراب..
على مقبرة القرية..
الخيول.. على محفة الماء..
السماء.. على زرقة كاذبة..
الأشجار.. جثث القفر،
ظل الماء على حافة الرابية..
رفيقة قلبي.. موغلة في العدم..
وناتئة على صبوات المذبحة..
الوطن الفي في تضاريس روحي..
مرّ إلى حطب المقصلة..
هتَفَ الطير عاليا..
وخَبَت نار الكوانين..
واستبقت خطوتي،
نار المسافات القصيرة..
على موقد في الصباح الوئيد..
نضج الجلد المقاوم..
وانتبذتني نساء الجوار ..
***
ماذا لو أني الآن على حدود" آشور"
أرى الماعز الجبلي..
مترعا بالصبابة..
أرى بط الجزيرة.
جميلات " فارس" يحرثن لغة الفقهاء..
ينطحن جدار " المراثي"
يصعدن شعانين من زخم الضوء..
يقرأن كتاب الموت الأثير..
يعبرن شوارع قلبي..
مبتهجات بالصوت،
ومنهزمات بلذة الشعر..
ومكتنزات برفاه الأنفاس
***
ماذا لو أني الآن..
على سفوح" عمورية"
ارتجل خطبة الحرب..؟؟
أخطط للموت ..
أقرأ شعر الحروب الكبيرة..
استفز بهاء النساء..
عند ملتقى الرمح، بالصرخة..
أنهر سواقي الدم،
لتوغل في تراب الرماد..
أبدع من لمع السيوف..
مشتلة للغات الفناء..!!
***
ماذا لو أني الآن..
على أسوار" يبوس" القديمة..
أحرض العشب على قتل الوحش..
أسير في الشوارع..
مبشرا بطيور،" السيمورغ" الوليدة..
أقرأ تعاليم الدرس الجديد..
أهز نخلة الماء..
مكتظا بصفاء الرطب..
مندلقا من قناديل الليل..!!
منتصرا على طيور الأبابيل السوداء..
مادحا شكل الراجمات..
على سفوح الخليل..
ولاعبا ماهرا على رقعة في السماء..!!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى