حسين نايف الفاعوري - مسافر.. شعر

في الرحلة الأخيرة
لقطار النوم
كان المسافر الوحيد العليل
يلتحف الوجع المندلق من صبابة الايام

لهاثه يعلو فوق زفيره المختلط برائحة التبغ الرخيص
وانطفاء السيجارة كل برهة
لم يترك ليده حريتها
لتندس في جراب جيبه
وكانت الحسناء خلف
شباك شرفتها
تئن من الأرق
وردائها الحريري
المفخم المطرز بخيوط ذهبية
ذو اللون الأحمر الفاقع
قد عاف جسدها المرمري
وتمنى لو أنها تتركه
يضاجع جسدا ملطخا بطين الشقاء
ليرتاح من وهج الاضواء
الباهتة
الخافتة
الحمراء
والصفراء وكل الألوان
ويعانق في ليل وحدته
ضوء قنديل
يكاد زيته ينضب
القطار مر سريعا
دون أن يصعد الراكب الوحيد مقطورته
المرأة الجميلة تبكي وجع الوحدة
الرجل العليل فر هاربا من ضجيج الحياة
المتكاثر في بيت من صفيح ممزق
وقلبي حوى كل هذه الاشياء
ونام طريحا من التعب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى