إيمان فجر السيد - أودُّ أنْ..

أودُّ أنْ
أدقَّ رأسك
بمساميرَ طويلة الأعناق
ليتدلَّى منها يقينُك
عارياً من الشَّك!

أن أرميَ كميةً من البنِّ
فوقَ عينَيك الناعستَين
لتجليَ غبَشها
فلا تعودَ للسؤال
عن الوقت
في منتصف الوجع!

أنْ أغسلَ وجهكَ
باللَّيمون والنَّعناع
لأقتلَ هواجسك
قبل أنْ
يلتبسَ عليكَ
الحبُّ!

أنْ أنسجَ
من ثوبيَ
القصير
غاراتٍ ليليةً
لتنسفَ كلَّ أفكاركَ
السوداء
وأُنجبكَ فكرةً
جديدةً
عصيِّةً على الفهم
رغم وجعِ المخاض!

أنْ أرميَكَ من حافة
وجعكَ
فوق رُقعة الفراغ
لتخنقَه جثةُ وهمكَ
قبل أنْ يمتصَّ دمَك!

أنَ أصرخَ في وجه
الموت
حتى تركضَ لاهثاً
لترتديَ حذاءَك
المهترئ
الذي سيحول بينك
وبين إخراسِ خوفي!

أنْ أعقدَ لسانكَ
الطويل
حول عنقكَ
كي يُقلعَ عن إطفاء
الكحل في عينَيْ
ومحوِ أحمر شفاهي!

أن أطفِئَ صراخَكَ
قبل أنْ يُشعلَ
ضوضاء روحي
وينبشَ وجعي
من بين أوراق
جريدتكَ
التي تعمَّدتُ أن
أمسحَ بها زجاج
النافذة المُغبَّش
بدخان سجائركَ!

أنْ أجدَ فاصلةً
على سطر ألمكَ
لأتَّكئَ عليها
فلا أسقطَ
إذا مِلتَ!

أنْ أجمعَ
كل القبلاتِ
وكل الزَّهر
وكل السنابل
لأضعَها في قنينةٍ
شفَّافةٍ
وأُغلقَها بإحكامِ
فلا تحصلَ
على ما فيها
إلا بكسرِها!

أنْ أُقطِّعكَ
قطعاً أسطوانيةً
ثم
أغمسُها بماءٍ
شديد الملُوحةِ
كي يطفوَ
كلَّ الموت
الذي بداخلك
فوق
سطح
أمنياتي!

إيمان فجر السيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى