غياث المرزوق - هُنَاكَ، هُنَالِكَ بَعْدَ ٱلْسَّمَاءِ مَا بَعْدَ ٱلْأَخِيرَةِ -7- «اَلْاِفْتِئَالُ»

وَإِنْ أَرَدْتَ الهَزْءَ مِمَّنْ تَظُنُّهُ
/... ذَا لَمَمٍ، مِنْ عَـلِ،
فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ الهُزْءُ مِمَّنْ تَرَاهُ
إِزَاءَكَ فِي السَّجَنْجَلِ!
سينيكا

(7)

– «اَلْاِفْتِئَالُ» –

/... وَهَا أَنْتِ،
أَنْتِ، يَا أُرْيُونْ!
يَا عَاشِقَةً مُعَلَّقَـةً بِخَيْطَيْنِ نِدَّيْـنِ،
/... فِي الإِبَاءْ
يَا عَاشِقَةً مُعَلَّقَةً بِخَيْطَيْنِ ضِدَّيْنِ،
بَيْنَ صَقِيعِ الأَرْضِ وَبَيْنَ رَقِيعِ
/... ٱلْسَّـمَاءْ

***

/... وَهَا أَنْتِ،
أَنْتِ، يَا أُرْيُونْ!
يَا رَاشِقةَ الفَرَحِ الصَّحِيحِ،
«ٱلْمُرِيحِ»،
/... خُفَافًا
يَا رَاشِقةً إِيَّاهُ، إِيَّاهُ،
/... حَتَّى
وَإِنْ جَفَّتْ شَهْقَةٌ، فِي القَلْبِ
«ٱلْفَسِيحِ»،
/... جَفَافًا
أَوْ خَفَّتْ رَعْشَةٌ أَوْ مَوَازِينٌ
فِي الدِّمَاءْ

***

/... أُرْيُونُ،
أَنْتِ، أَنْتِ، يَا أُرْيُونْ!
أَمَا آنَ لَكِ الآنَ رَغْمَ مَا كَانَ
أَنْ تُشْرِقِي
وَأَنْ تُهْرِقِي،
مِنْ سَنَاكِ النَّقِيِّ،
أَوْ مِنْ مَدَاكِ الزِّئْبَقِيِّ،
/... ذَاكَ الشَّقِيِّ
/...
أَمَا آنَ، آنَ
أَنْ تُشْرِقِي
وَأَنْ تُهْرِقِي،
/... عَلَى الأَقَلِّ
إِشْرَاقَتَيْنِ مُهْرَاقَتَيْنِ،
صَبَاحَ مَسَاءْ

***

/... أَمَا آنَ
أَنْ تُشْرِقِي
وَأَنْ تُهْرِقِي،
مَدَى خَمْسِينَ عَامًا تَمَامًا،
/... لِزَامًا، لِكَيْمَاْ
تَسْتَمِدَّ هٰذِي البِلادُ، هٰذِي
ٱلْبِـلادُ الثَّـاكِلُ مِنْ مَنْطِقِ
– ٱلْرُّوْحِ وَالرَّوْحِ
/... اِسْمًا مُسَمَّىْ،
/...
ذَاكَ المُسَيَّبَ،
ذَاكَ المُغَيَّبَ،
قَرْنَيْنِ مَقْرُونَيْنِ، مُقْتَرِنَيْنِ،
فِي العِيَانِ «ٱلْمُعَانِ»،
وَفِي الخَفَاءْ

***

/... وَلَئِنْ،
وَلَئِنْ أَوْرَثَتْكِ، إِذَّاكَ، الظِّلالُ
ٱلْيَؤُوسُ،
ٱلْيَؤُوسُ، شَنْآنَ قَوْمٍ،
/... فَقُومِي
وَافْرُشِي ضِيَاءَكِ الفِضِّيَّ،
غَيْرَ يَائِسَةٍ
وَافْرُشِيهِ، افْرُشِيهِ، كَذٰلِكَ،
غَيْرَ شَانِئَةٍ،
/...
حَتَّى وَإِنْ يَئِسَتْ،
وَإِنْ يَئِسَتْ لَقَالِقٌ مِنْ شَطِّهَا
وَإِنْ شَنِئَ الرَّحِيلُ

***

فِي الأَخِيرِ،
هُنَاكَ، عَلَى ضِفَّةِ الذَّاكِرَهْ
فِي الأَخِيرِ،
هُنَاكَ،
أَمَامَ زَبَانِيَةٍ عَاجَّةٍ، مَاكِرَهْ
/...
فِي الأَخِيرِ،
هُنَالِكَ،
لا صَوْتَ، مِنْ
جَعْجَعَاتِ العَدُوِّ المُجَرَّبِ،
/... يَرْقَىْ
/...
وَلٰكِنَّ، لٰكِنَّ
صَمْتَ الصَّدِيقِ المُقَرَّبِ،
/... يَبْقَىْ

*** *** ***

دبلن، بروكسل،
كانون الثاني (يناير) 2005

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى