ميلود خيزار - حديثُ بُستانيّ الـمَلكة.

حديثُ بُستانيّ الـمَلكة.
أنا ميّتٌ حتّـى أُسقَى نَبيذَ صَوتك
و أعمَى، حتّـى أراك
و ضائع، حتّـى أعثُـرَ عَليَّ فـي سَهوك
يُوشكُ النَّـهارُ أن يَنامَ على كَتفَيك
يُوشكُ الفَجرُ أن يَقفزَ من نَافورةِ ضِحكتك
أوشكُ أن أموتَ، شوقا إلى جَنّةِ حُضنك.
.......
تَنامُ القبابُ بين ملامس المواجيد
تَتصدّعُ نُجومُ رُؤوسها
يَتوقّفُ الرّملُ عن التَّـرحال فـي الفراغ، عندَ سَيفَيْ سَاقيك
بإشارة من طَرْفك السَّكران، يَركضُ النهرُ صوبَ الحقول البعيدة
حتّـى أنَّ حقولَ القَمحِ لَتُحاولُ تَقليدَ بَطنكِ و أنتِ تَستلقينَ، بكلِّ غلال الصّيفِ، على ظَهركِ
ماذا كانت تُسمّى الجنّةُ قَبلَ حُبّنا ؟
كيفَ كانتِ الرياحُ تَسوقُ قُطعانَ الغيوم، قَبلَ مِيلادِ الـمَراعي بَينَ سُرّّتك و صوتي الـمَذبوح ؟
مِن أينَ لي بماءِ ذلك الشِّعرِ النّقيِّ، لأسقيَ وَردَنك ؟
حَدّثينـي كيفَ تُشعلُ القُبّةُ اليُمنَـى، نداءَ الصَّلاة ؟
كيفَ تَرتَعشُ اليُسرَى، لِهُتافِ البَياضِ ؟
كيفَ يَهتـزُّ المقامُ فـي حُنجرة الـمُطلَق؟
أنا هنا لأرعَى رعايا الظنونْ
بكُلِّ، كلِّ اليَقينْ.
أليسَ الوَجدُ بيتَ الوجود ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى