محمد عمار شعابنية - أنتَ تعرف هذا.. شعر

إلى صديقي الحميم الكاتب والصحفي علي الخميلي


كلّما أقْبِرَتْ غُرْبةٌ
غادَرتْ قَبْرَها غُرْبةٌ ثانِيَهْ
أنتَ تعْرِفُ هذا
كمَا تَعْرِف الطّيْرُ أوكَارَها..
أنتَ تكْتُم هذا
كمَا تَكْتُم النَّفْسُ أسْرَارَها
قَدْ دَفعْتَ الضّريبةَ باهِضَةَ يا عَلِـي
حِينَ ودّعْتَ أرْضًا
سَرَى في مَفاصِلِها البَرْدُ
وامْتَدَ في يُبْسِ أرْحاَمِها العُقْمُ
وافْتَرَقَـتْ سُبُلٌ
حِينَ حَادتْ خُطَاها عنِ السّبُلِ
قُلتَ إنّك ما زَلتَ تَعْشَقُها
عِشْقَ ظَبْيِ لصحْرَاءَ لا ماءَ فيها
ولا شَيْءَ يُخْصِبُ إقْفارَها
قلتَ هذا...
وما لا يُعارِضُ هذا ..
ولكنْ لماذا
تُحِبّكَ لكنّها تكتُم الحُبَّ كَيْ
لا تُؤَجّجَ فيها غرامْ
هِيَّ إنْ أعْلَنتْ عُنه لا تستريحْ هِيَّ إنْ رَجّ في قَلْبِها النّبْضَ
تحْـثُــو تُرابًا على وَجْهِها كُلُّ رِيحَ
فَيُفارِقُها النَّمْلُ مُنْزَعِجا
ويَفُرّ الحمَامْ
يا علي !
يا صديقًا تَذَوّقتُ طَعْمَ المَحَبّةَ مِنْهْ
وهْـوَّ ما خانَني لحظَةً
وأنَا مَرّةً لمْ أخُنْهْ
إنَّ هذي المدينة ما استرجعتْ بَعْـدُ أنْفَاسَها
مُذْ جَرَتْ في طرِيقٍ سَـرَابْ أرهقَتْ نَاسَها
فإذا لمْ تَـقُـلْ مَا يُدافِعُ عَنْكْ
أوْ إذا كُنْتَ ملْتَصِقًا برُؤاها ولم
تقْتَرِبْ هِيَّ مِنْكْ
حَينَ أطْلَقْتَ صَوْتَكَ يْرْبِكُ مَنْظُومَةَ الفاسِدينْ
فَهْي لا تتَبَرّأُ مِنْكْ
إنْمَا هِيَّ تخْشى عَلَيْكْ
مِنْ سكاكينِ هذا الزّمان اللّعِينْ .
×××××××
يا عَلـِي !
أنتَ تعْرِفُهـا
حَجَرًا .. حَجَرًا..
شَجَرًا.. شَجَرًا..
ودُ رُوبًا تَلَوّتْ
فَسَمَّتْ تَشَـعُّـبَـها المُـتَـلَوّي
فاحْـتَـمِـلْـها ولا تَـبْـتَـئسْ !
رُبَّ مُـرٍّ يُبَشِّرُ فـيـهـا بِـحُـلْـوِ .


محمد عمار شعابنية
المتلوي في 8 أكتوبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى