تهامة رشيد - بنت شوارع

في حماة:
يضغط بيبرس على ذاكرتي
أراه طفلاً أشقر الخصلات
يجهل القراءة والكتابة
متخفٍ خلف باب الجامع الكبير
المطلّ على ساحة سوق
لا أذكر اسمه
أرى-فيما يرى الحالم-حاميه البندقداري يعاين النواعير الحموية
أرى قلاوون صديقه وقاتله
يلاحق فلول الإيزيدية
أرى الدماء تسيل
وتتطرشني الناعورة ببقاياها الساخنة
أتابع السير مع ابنتي
لأرى فوانيس أثرية معلّقة
تضيء روح حماة
وشوارعها القديمة
التي كانت هنا يوماً ما
في حماة:
أحبّ عنين الناعورة
وأتوه بين سوق الطويل
وباب النفوس
ومجمّع أبي الفداء
لكن الأهم هو بائعي البوظة
ابحث بأنفي عن رائحة البوظة
الأشهى في العالم
(اعتذر من البوظة الدمشقية)
أتابع البحث متسائلة:
أين ريمون بطرس والترحال؟
لا أثر
أكلته الناعورة لقد ذاب حباً بماء العاصي
ا٦ين وجيه البارودي؟
ابن٠اي تلتقط سيلفي
اقترب وقت العودة
تطل علينا مطاعم حماة ومنتزهاتها
ورائحة ماء الزهر المضاف لحلاوة الجبن
نشتري بآخر النقود
أطيب القطرات
وبالقرب من قيطاز نشتري الزعتر والصابون
وكأننا في حلب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى