تهامة رشيد - مدنية أنا..

مدنية أنا
لكن أسماء أجدادي
الفلاحين
تتردى كالموت
في كفي
تتردد كالحياة بين
عيني
مدنية أنا في جلباب
الهفوات
هفوات السعادة
المحشورة
بالاكتظاظ
مدنية أنا
تطربني زمامير السيارات
وأضواء الليل
وصوت المطر على شط
البحر الكالح
مدنية أنا
بزمن ريفي
تعلمت السقاية
بعد الأربعين
وبعد سبع عجاف
رويت الأرض
وحملت الندى
وحلمت بتفتح
أزهار الكمون
ورائحة الشمار
مدنية أنا بين قوسين:
قوس يخطف الأضواء
وقوس يخطفني بهدوءه الريفي
تخشبت يداي الناعمتان
من كثرة تفريط
أوراق الملوخية
والهندباء
والنعناع
لكنني بقيت
تلك المدنية
التي تشم الأزهار
قبل أن ترتب مزهرية الصباح
الضرورية لصالون المدينة
تشمٍُ الغسيل قبل غسله
وتنشر روحها على آرمات المدينة:
هنا محل الكنافة
وهناك روائح العطار
وهاهنا محل الملابس العتيقة
من لبستْ هذا الثوب قبلي؟
مدنية أنا
أحب أم كلثوم وعبد الوهاب
ريفية أنا أسمع:
فؤاد غازي وعلي الديك
لاذقانية أنا
أسمع: (اللاذقية لست أدرك سرها
ولعله في سحرها مكنون..
البحر هام بحبها
فكأنه قيس بليلى
هائم مفتون. ..)
أبحث عن :
(يامسافرة في البحر...
ولااصل لشيء..
مدينتي هي قريتي
ريفية أنا ..
لكنني أقرأ
عن العمران
مدنية أنا
بقلب ريفي بسيط
يستأنس للشعر البسيط
كما لفلسفة الأغريق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى