د. محروس بريك - بكاءٌ على أطلال العمر

العمرُ يعدو كذئبٍ راكِضٍ أبَدَا
ونحنُ ظِلٌّ وتلك الذكرياتُ مُدَى
كنا كطفل أضاعَ الأمسُ لُعبتَهُ
يبكي .. فتُدني له الأيامُ ما فقدَا
يلهثُ خلف خطاها في الدروبِ ضُحىً
يظلُّ مقتربًا طورًا ومبتعدا
يطاردُ الفرحةَ العذراءَ مبتسمًا
لا يعرفُ الدمعَ والأحزانَ والكمدَا
تظل تحكي له بالليل جدته
حكاية الغول لما قاتلَ الأسدَا
تسعَلُ جدَّتُهُ والغولُ منتظرٌ
هل يَصرَعُ الليثَ.. أم نحو الردى قصَدَا
تحكي.. وخاطَ الكرَى عينيه.. وابتسمتْ
وافترَّ ثغرٌ.. وغولُ الليلِ قد رقدَا
مرّت ليالي الحَكايا والصبا قَلَقٌ
وأزهر الحبٌّ في الأحشاء واتقدَا
لما دعا القلبُ (ليلى) والدموع هَمَتْ
كادوا يكونون من حول الفتى لِبَدا
كنا .. وكانت لنا الأيامُ ضاحكةً
والآن صارت لنا أحزانُنا رَصَدَا
نخطو وخلف الخُطا الأبوابُ موصدةٌ
ولا دروبَ إلى الأمسِ الذي وُصِدَا
ومن يعِشْ يلقَ في الأيامِ محنتَهُ
حتى يقومَ بوادي الحزنِ منفردا
يا ليت شعري .. وقد عشنا الأسى زمنًا
هل سُرَّ من عاش ذاك العمرَ أم وجَدَا
يا ناثرَ الدمعِ في الأجفانِ خذ بيدي
فالدمعُ أغرق مني الروح والجسدا
ما نحن إلا خيالٌ .. والزمان صدى
والعُمرُ وَهْمٌ .. وغيرُ الله لا أحدَا

محروس بريك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى