عمر حمداوي - من وجع الآه أنسج أحرف قلبي

من وجع الآه
أنسج أحرف قلبي
ومن يم الدموع
فلماذا لست أنسى
ولماذا أظل أذكر
أحزاني
برحابة صدر
كأنني جعلتها نصب عيني
فريضة
مقدسة
ومن ثمة وجب الإحتفاظ بها
والحرص عليها
بعناية
لقد ركزت على بعض
النقط السوداء
التي خلقت
في الزمن الميت
ولاشيئ الآن
يمد الحياة بالحياة
طقوس تدعو
لمعانقة المنفى
وقرابين من الدماء
تهرق يوميا
وأهازيج أشعار
تثور
باحثة
عن لفظة حب حقيقية
لم يغلفها زيف النفاق

********

أيها الجرح أقسمت عليك
أن تظل منفتحا
رغم تد فق النجيع
وزرني في ليلي ،
العنيد
وأنطقني بكل أسمائك
المتوحشة
والمتحضرة
ستجدني قادرا
على الترحيب
فاتحا قلبي الكبير
لكل السائلين ،
وكل الزائرين
لأن هداياهم كثيرة
وحضن أصدقائي دافء
وحضن أبناء العم، وبنات العم
تفوح منه رائحة الورد
وليس الصديد

********

دع عنك لومي
فإنه لا قدرة لك على بلوائي
تبيت نائما مرتاح الفؤادي
إما لكونك معافى
وإما ، وإما لكونك غبي
دع عنك لومي
وتراجع ، لاتتبعني في درو بي
فتارة صعلوك ومتسكع و سكير
وأخرى مصلح ، وولي
دع عنك لومي
فقد أتاني منك أذى كثيرا
وأنا الآن لا أحتمل الصبرا
دمعي يركض يشق
على أرض الروح نهرا
دع عنك لومي
أيها البهلول
فإن الذي أريده
يحتاج مني مجهودا
جبارا
أن أعيش دهرا فدهرا
دع عنك لومي
إن بصري له همة عالية
ورغبتي في الشيئ العظيم
ونفسي ، وطموحي يحدثاني
بكل ماهو نادر ثم أسنى وأسمى

********

إستهوتني تلك المناظر
أخذت بلبّي
ولم تدعني للحظة أفكر
في الموازنة
أو القياس
لقد ذهبت بي بعيدا
في الخيالات
لقد نسجت لي صورا
كثيرة ونمقتها
بالحب وبكل كلمات
الرقيقة والعذبة
سكرت من نشوتها
إستحوذت عليّا
فهل تراني تغيرت
بالمطلق
أنا الذي مارمت
سوى هوى واحد
يجيئني من تلك البلاد
التي تحيا فيّ
أكثر مما أحيا فيها

********

أختبئ تحت ظل الحلم
وأطفئ ناري بموجة شاردة
وكأي غريب لا يمنح قلبه فرصة للحب
أعيش بفكرة الحرية الممانعة
أرى أنني مكتفي بما أنفقت
ذات ليال بيضاء
آه لما هذا الإنفعال الزائر
من دون وسامة
ثم كيف لي
أن أعترف بمكرالأشياء الخادعة
ولا يد بارعة تدفع الهواجس
سأتراخى
سأتأقلم مع قانون الغفلة
حتى أصيب بعض الأمان
وإلا لست شخصا حكيما ومجربا
وفذا وفريدا وذو رأي يعتد أو يعتمد
في الحياة
أرى نقصا فضيعا إستولى
وا ستهوى
على الكبار
وعلى الأبرار
لقد محيت طريق الوضوح
وثبت بدلها جدال الصمت العقيم

********

سأقترف المزيد من الأخطاء
وسأعمد إلى بناء جدار العزلة
سأقول كلمتي التي تغضب الأعداء المفترضين
سأشوش عليهم فكرتهم الإضطهادية
وأكهرب الجو من حولي
ثم أهرب إلى سكينة الروح
بعد أن أكون قد إنتفضت بساحتهم
ودمرت النفاق و سلاسل العلاقات الباطلة
سأحكي قصتي شعرا وأنا أتربص بضحكة التهكم ٠٠
سأعبر عن موقفي الصارم
في وجه الكهنوت والطواغيت وعباد الشيطان
سأنفرد بتجربتي الحياتية
وأدع رحمة المحبة تغمرني
في الأحلام فضلت أن أعيش
وفي ثراء و ترف حروف الأنوار
سأغير نظرتي للأمور التي أحدثها النفاق
وراء ظهري بكل سرية
فحاولت أن تأثر فيّ
وأن تسير بي في إتجاه منحرف
سأكون أنا ولن أهتم بتسييس الظروف
ولو أنها أوغلت في الخلاف
وجعلت الفئران تهاجمني
طمعا لتنال مني مأربها ومبتغاها
سأغرد نائيا مبتعدا خارج السرب
وأمضي في تعرية أشواقي
وفي شقاوتي
وفي شأني بمفردي ٠٠
كوكب الشمس لوحدي ٠٠

********

يفترش الهباء ،والغناء
كي يعبر عن حبه
المنسي
في قعر الجحيم
زمن جد مراوغ
وأحلام معطلة
ينسجها ليل مرابط
كم من ألم أخرس العبارة
يحمله القلب المتصدع
ويطل العاشق مفتونا
يدفن سرابه
وراء ضحكة
يسحقها
يسفّها الدمع
يا غربة الروح
حرريه
من تعاسة الهجر
وإنأي به بعيدا ، بعيدا ، بعيدا
إلى جنة النعيم
قربها منك أيها الحب
قربها منك أكثر
كي يستطيع خلق تصورات
سعيدة

********

ماذا سأتذكر الآن٠٠٠ ماضي !!
وهل سوف أعبر عن حزني الشديد
أم هل سأعبر عن فرحي ٠٠ الوردي
أنا الذي نجوت من شرك الموت
كذا من مرة
وهل ياجنوني المشاكس لن أموت
لقد عشقت الحياة الدنيا فعلا
عشقتها حتى تصورت إني خالد
فهل حقا أنا المتعب من وجدي كله خالد
راغب في البقاء أم أنا كاذب
على نفسي المشتتة
بين حب وحب وحب وبغض
ولماذا هذا التقلب في المزاج
كأني أنا لست أنا كأنني آخر
ولا يستقيم فهمي لأعرف
لأكف عن الجدل٠٠٠ المشتعل
وأرجح كفة العقل
لا شيء لي كي أتمادى أوأصول
غبيا كنت
غبيا سأبقى
يسوقني قدر حي في دا خلي لا أعرفه
لكنه يقر أنه يعرفني
ويعرفني
وأعرفه

********

لا تنتظر منها أن تجيء
لا تنتظر منها شيئا ، إسمه الفرح
أو العودة
فهي خلقت للغياب
فقط للغياب
فلا تعاتب أحدا
إذا ما أصر على الغياب
وقل لقلبك كلاما جميلا يهدئه
و يرضيه ويطمئنه ويريحه
وقل له كلاما يعوده الإحتمال
فكل لغات العالمين لا تحب الغياب
فما شكل الذّهاب إذن
يا حبيبي
وماشكل الإيّاب
أيها الحنين لما تكثر من الشكوى
و من الأنين
لما تغرق نفسي
في بحر من التوجع
والدموع
على الذي لا يلتفت إلى الذكريات
والماضي ليس له في قلبه مكان
لم أفز بالرهان
سقطت صريع غدرها والزمان
فكم من عشق ممتلىء ريان سحق
بعدم إظهار الحب والإهتمام
ومات لحظة بلحظة
تحت أنظار الإنتظار

********

بين المسافات
أغنيات
لم تعد تصلح
للطرب
طير أبابيل
في سماء الوطن
والمهج تيبست
من أثر الإبتلاء
لم يتركوا للإبتهاج
لحظة
ترغب بذاتها
طالها الظلم
ركب فيها الخوف
والضعف
صواعق
هذا الزمن كثيرة
أخذ مفعولها
يترجم
حالاتها النفسية
يزحف التغرب
يصير لازمة
في حناجر مكتئبة
متى يصدح بالفرج
لأجل الحياة
هنا موت
لا يني يجرف
الكائنات
إلى مثواها الأخير
لا حياة
تعيد ببصمتها
صوتا
يمتزج بالدعاء
فراغ يتلوه
فراغ
والرهبة تعاند
قلوب اللاجئين
لا مصير يطمئن
لا ورد تشغف به الأعين
الموت بات يترصد
العابرين
ويتخطفهم
تحنطت الآمال
ولا يد رحيمة
ترسم خطوات المسار
الصحيح
كل ماهو واقعي
أقتحمه صدأ العبث
وتوارى الحنين
خلف الحجب
لا أحلام
ولا أماني
لا حقيقة
قابلة للتعايش
هنا الفناء
وخاتمة المطاف

شعر : عمر حمداوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى