مريم الأحمد - كم أحبهم!

أولئك الذين يضعون الرغيف على ركبتهم أثناء الأكل..
و يفتتحون الطعام بحلف اليمين أن تشاركهم .
أولئك الذين يتحدثون عن متاعبهم و أفواههم ملأى بالطعام.
الذين يشعلون سيجارة و الزفر بين أصابعهم..!
و... بالوقت نفسه..
يحفظون رقم صبغة شعر زوجاتهم..
و يحملون طبق الطعام إلى المطبخ..
يجهزون الشاي.. و يلقون النكات المريرة..
ينادون أولادهم بالمزاح ً تعال يا ابن الكلب "!
يرشفون الشاي بذلك الصوت الرفيع " المقشعر للأبدان" و يتابعون التحديق و الابتسام بلا سبب
محدد!
أولئك البسطاء..
سيأخذون غفوة قصيرة بثياب العمل على الكنبة.
سيمسح أطفالهم طاولة التعب أمامهم..
سترتب زوجاتهم.. أصابعهم المجعدة تحت شرشف الظهيرة..
و.. ربما يشخرون..
سيضحكون على النوعية الشعبية الرديئة للعزف المنفرد..
سيقرع الجيران الباب بعنف..
لاستعارة ظرف شاي.. أو رغيف خبز..
هكذا..
تمضي قيلولة البسطاء..
بلعن الضجيج.. و الأحياء المكتظة..
و زمامير الشاحنات..
بعد صفنة طويلة فارغة بسقف الغرفة..
كرة الأطفال النطاطة..
تكسر بقايا الحلم..
و تستمر اللعنات.. و التهديدات.. بشق الكرة ..
رائحة.. الكعك.. و جلبة زحزحة الكراسي..
رائحة صبغة تنبعث من الحمام..
و غمزة مهربة... فوق رؤوس الأولاد.. و الكعك السابح.. في الشاي الحار..
أليس هذا هو الحب؟
أليست هذه الحياة؟

.. مريم..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى