مغير برغوثي - الفتاة و الوردة

ورأت ْ فتاةٌ وردةً في سيرها
فاستغْرَبَتْ وتعجّبَت من أمرِها
ما بين غربةِ ما ترى وخيالها
هيَ"وردةٌ" هَمَسَت بأعمق صدرها
و تهجّأتها في اسمها وحروفه
مستغلقاتٌٍ لم يَبُحْنَ بِسرِّها
مدّت أصابعها تحاذرُ شوكها
وقَطَفْنها وخَطَفْنَ رقّة خصْرِها
ودَنَتْ بناعمِ أنفها لتشُمّها
لم تلتقيها واختفتْ في عِطرِها
ومشتْ وفي يدها ينام ذبولها
وتصببت عَرَقاَ لشِدّةِ عصرها
بدأت تمزقها وما انتبهت لها
وتساقطت بتلاتها من فِكرِها
روحي كذلك كُلّها في بعضها
كل معاً في سرّها او جَهرِها
فّدعي لِطافَ الشمسِ تكشف وجهها
واستوضحي بالبرقِ غامضَ سحرِها
حرٌّ أنا روحي الحمامةُ صفّقَت
فتساقط الريشُ الضعيفُ بِإثْرها
وخلعتُ مثل اللوزِ ثوب هويتي
كالصيفِ فجرا شق مخملَ قشرها.
فالروح ما يبقى اذا انكسر الهوى
هي نفسها في حلوها أو مرها
روحي كذلك وردةٌ في كلها
في كلّ جزء تختفي في غيرِها

مغير برغوثي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى