فوزية العلوي - فناجين فارغة وأخرى لست أملؤها

القهوة الأولى

يتيمٌ المساحات أناَ
ورحيل شمس الوقت من شُرُفاتها
الصّباحات التي لا معنى لزرقتها
وحجارة القبو القديم تشيرفي قلق إليْ


القهوة الثانية

مرارة اللّحظات إذ لا يسائلني
عن محنة المعنى
ولا عن الطّير
التي كانت تسافر في حرير النّبض
تبدّد الفنجان في خزفٍ
كانت خسارته مضاعفةَ
إذ لم يستعد حروف إسمه
وأنا أغنّي لحنها السرّي...


القهوة الثالثة

حقول من البنّ الشريد
وطفولة مسلوبة النّظرات
وحرائق ماكان للماء هنا
أن يستبدّ بسورتها
وخطاه لست أسمع عزفها
ويداه جريد نخل بات يعرفني
لكنّما ريح ألمّتْ
بحقل الرّمل
فتناثرت زهراته في كلّ صوب


القهوة الرابعة

صخب بقبوالرّوح
ومجامر الهند المعلّقة هناك تشير لي
والعابرون على تفاصيل الصّباح
يشاكسون الضّوء
لم يبق من بنّ هنا
رحل السُّراة إلى الفرات
وخبا لهيب الموقد الغافي
وأنا نسيت اللّحن الذي
كان يغنّي دهشتي إذ ألتقيه
وأصابعي علقت بعروة الفنجان
الذي فاض بدمع الروح

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى