مغير برغوثي - مدارات العقل على مشارف الارض المقدسة

المدار الاول :" دائرة الملك … العقل يبني عالمه الكاذب ويعيش بمفرده في سعادة شديدة وفي هذه المدار يحتاج الى " الخيال" . لا احد سواه وسوى ما يخلقه هو .
في المدار الثاني : التاج المفقود : العقل يمسك بتاج يحاول ان يقنع الكل ان التاج الذي معه هو التاج المفقود وكل شخص في هذا المدار يمسك تاجا ويظن انه التاج المفقود … صراخ من العقل وعلى العقل… في هذا المدار يحتاج العقل الى فهم الاخر ومطابقة التاج الذي معه ومع الاخرين مع ما يعرفه عن التاج المفقود.
في المدار الثالث : يحاول العقل ان يفهم ما الذي يعنيه التاج بالنسبة اليه , وما الذي يصل اليه ان كان ما لديه هو التاج المفقود وماذا يحصل ان وجد التاج المفقود … فهل يرمي التاج الذي معه؟؟؟ هل يستطيع التنازل عن كذبته؟؟ ام هل يستطيع ان يلغي بحثه عن الحقيقة فيقبل التاج الذي معه على انه نهاية البحث… في هذا المدار يحتاج العقل الى الاسئلة..
في المدار الرابع : يخفي العقل التاج الذي معه ليرتاح قليلا , وفي هذا المدار يخبيء العقل التاج بطريقة واحدةوهي ان يحول التاج الى شيء آخر … اي شيء … ممحاة او كنغر او شجرة بلوط… الخ ويحتاج العقل في هذا المدار الى القدرة على التخلي .
المدار الخامس : مدار النسيان … ينسى العقل كل قضية التاج والبحث عنه واهميته وشكله وكيف اختفى … فان حوله الى كنغر فانه ينقاد لكل شيء خارجه حين يرى كنغرا … ويصير تحت سلطة الخارج … وفي هذا المدار يحتاج العقل الى معرفة كل الاشكال والمعرفة…..كل ذلك فقط ليتذكر… يحتاج معرفة المقدس والنجاسة والخداع والتسلط والاستحواذ والجمال والوظيفة وكل معرفة … انه يسجن الاشياء في اسماء ويصنفها ويرتبها … بدلا من ان يخرج كل ما في الخزانة الى الخارج ليعرف اين خبأ التاج … يدخل العالم الى داخله بعد ترتيبه وتصنيفه لعله يلتقي بما خبأه بالمصادفة …
المدار السادس: ………………متاهة الضمائر ………………. تحت الجسر……:
..الحمامة لم تقل إلا ما تستطيعين أنت قوله فاعبريني يصبح هو هي, حينها تقول الحمامة أكثر مما تستطيع الحمامة قوله..ها أنت أخرى..قال
_ من أنا الآن؟ ..قالت
_أنت التي هو" أنا " الذي هي "نحن هي “..قال
_ ومن هي ؟ ..قالت
_ نحن حين لا أكون أنت إلا حين تكونيني حين لا يكون هو إلا هي.
_ إذن فمن هي؟
_ هي الآن غيرها فهي الآن نحن حين لا نكون نحن فلا تكون هي إلا هو.
_ وهو؟
_ غير الذي ستجدينه تحت الجسر فهذا أنت الآن حين هو هو, وهي الآن لا تكون إلا هو فكيف ستعرفينها هي ؟.
المدار السابع :
فيه يكون العقل قادرا على : ادراك المدارات وسحرها وطلاسمها وكيف تستحوذ وتتسلط عليه وكيف الانفلات منها فهو قادر على : التلاشي …. والضحك والسخرية من كل شيء.. والاحساس… وقادر على السباحة في الغامض دون ان يفقد اتجاهه…ويحتمل الجوع..وقادر على التخلي عن اي شيء او اي شخص… وفي الصحراء ماؤه منه… وفي البحر ريح سفينته منه.. وفي السماء ريشه
من اشعة الشمس .. وفي العاصفة وتحت المطر هو دمعة الارض وحبها الذي لا ينتهي … هو قلب الارض ..تاجه من صنع يده ويرصعه بنظراته الثاقبة الى الامام … ينظر في بئر سحيقة ولا يقع …يمر كالضوء من كل شيء متسخ ويظل طاهرا ونقيا..
يدهن السماء بالوانه ويمسك الشمس قبل ان تسقط في الغروب كبرتقاله ويقشرها باظافر من قصدير … يكسر الجوز دون الخوف من دودة في القلب….
الاغراء الاكبر… الخفة كفقاعة الصابون… والمتزن كالفراشة… الاستثنائي الذي لا يقهره شيء … لا شكل له والى اللا شكل يمضي كالغيوم … من هذا الذي يستطيع ان يوجه اليه طعنة؟؟ هذا العقل الاستثنائي تحول الى قلب يفهم وهذا سر قوته وتوازنه…….
كل المدارات لا تنفذ الى هذا المدار وهذا المدار ينفذ الى كل المدارات لهذا فان العقل المبدع يتجول في المدارات حسب ارادته… فقط حسب ارادته لا لخوف او حاجة او تسلط حب … العقل الاستثنائي يعيش ليبدع معنى وجوده … صادق حتى في كذبه …
مغير برغوثي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى