أ. د. مصطفى الشليح - الأوائل.. والمفارقات

أولُ الأرض
خوفُ الشَّبيهِ من الظِّلِّ.
ظِلٌّ على قدمٍ في اتجاهِ الشَّبيهِ
غمامٌ خفيفٌ يخيطُ انتباهَ المكان بنافذتين؛
بنافذتين يهُبُّ هَواءٌ
هَواءٌ قديمٌ بنافذتين سيلهو
وأزمِنةٌ تتداخلُ. لا شيءَ يعقدُها
الهُويَّةُ كَونٌ إذا تتعدَّدُ أجزاؤه قدْ يُوحِّدُها؛
والهُويَّةُ شَيءٌ قريبٌ
إليكَ وأبعدُ عنكَ، وقد ينتَهي
قدرًا .. ثمَّ لا ينتهي قمرًا بالسَّماء
وقدْ يشتهي وترًا، كأنَّكَ أنتَ،
إذا تشتهي؛
والهُويَّةُ ليلُ المحبِّين
إنْ سهروا طالَ إذ سهروا
والمحبُّون، بينَ ذرى شوقهمْ، وطنٌ
لا حُدودَ له، والمحبُّون إنْ سهروا يقِفُ الزَّمنُ؛
المحبُّون رائحةُ الأرض
تنهَضُ منْ نومِها أولَ الفجر،
تنفضُ عنها بقيَّة ليل.
تُقايضُ هجرتَه بتذكُّر أحلامِها،
والذي كتبتْ روحُها أولَ العُمرْ؛
والمحبُّون عُشبٌ تنهَّدَ خوفا تمدَّدَ
بالذِّكرياتِ على ورق الأرض حتَّى تمدَّدَ، والأرضُ تحسرُ ساقا وطيفا .. فكيفَ المحبُّون يستبقُون إلى الباب رؤيا وكشفا ؟
كيفَ يَسترقون نداءَ الغمامةِ،
منْ أول الأرض،
أخضرَ في سرِّه
ثُمَّ أبيضَ في سيْره،
كلَّما أخرجَ اليدَ تلقفُ
أوْ كلَّما انفرجَ البحرُ
عَنْ لغتين بنافذتين إذا وقفُوا ؟
لغةُ الأرض شكلُ الطَّبيعةِ
شمسُ المعاني، كناسُ الفجيعةِ،
لولا غزالٌ جرى،
بين قلبي وقلبي بكلِّ الوقيعةِ،
مُديةٌ تتجوَّلُ باللَّيل،
نملٌ، غُرابٌ. ألا هُدهدٌ للطليعةِ ؟
ما الذي قالتِ الأرضُ منْ نبإ
وهيَ تبذلُ أحوالها
للسُّؤال عن القول،
تحملُ أثقالها،
وتحوِّلُ مرساتها
أولَ اللَّيل
عنْ طائفيَّةِ شَوساءَ مُرسلةٍ ؟
ما الذي قيلَ عنْ سبإ ؟
ما الذي للشَّبيه منَ الأرض ؟
أشهدُ أنْ لا يدٌ لي بأرض الشَّبيهِ،
وأنَّ، بمرآتِنا، سَفرًا نتبادله قدرا
نشتهيه، ولا نشتهيه،
وأنَّ، بأوقاتِنا، شجرا
أولَ الأرض ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى