هشام حربي - أعزفُهَا على وترَينِ

أنا للتيهِ منذورٌ وفاتنتى على الأوتارِ تُشرقُ حولها الدنيا
تُحدّثُتنى طيورُ الشطِ ، عن صوتٍ على الأنهار يجمعُ زمرةَ العطشى فيستمعون ، والأنوارُ تغمرهم ، وتَنبتُ بين أيديهم زهورٌ من نداوته وحين يقومُ آخرُهم يدورُ الرِىُّ فى الوديانِ، تلك بدايةُ الأيامِ بعدَ عبورِ فاتنتى جدارَ الوقتِ ،( قد ثقبته وارتفعت على زمنيةِ التاريخِ ) صار القلبُ يرجع فى صبابته لعشراتٍ من الأعوامِ ، تسمعُ شدوَ صرخَته ، لعلّى أدركُ الأنوارَ فاستصحبتُ أشواقى وقلتُ لعلها ستكونُ عندَ البابِ خارجةً ، فهل كانت ستعرفُنى إذا مرّت على الأوتارِ والأحداثُ تفصلُ بينَ عالمِها وبين الشرقِ قاطبةً وعندَ البابِ تشرقُ مثلما قالوا ، تُحلّقُ حولها الأطيارُ والأزهارُ ترشفها بصبوتها التى فاحت على قارورةٍ زرقاءَ ، أُدركُها فترفعنى صريعاً فوقَ جسرِ الوقت نظرتُها ، وأرجع ربما زمنين نحو الشرقِ ، ألقاها وقد فكت ضفائرها لأدركَ قلبها صفواً ، وقلتُ لعل بعضَ الوقتِ أحملهُ كآنيةٍ أُقدّمُها لفاتنةٍ من الفردوسِ أجمعُ فيه أقمارى وأنثرها بعينِ الشمسِ، فانتقلت إلى زمنٍ تقول لعلنا سنطيرُ فوقَ الوقتِ والأقمارُ تحرُسنا وتحجبنا عن الدنيا وأسمعُ هيتَ قالت لا أُسرُّ بها ، فأحملُها إلى زمنٍ تعودُ ضفافهُ للنورِ، محضُ النورِ نسبحُ فيه ، نَخرجُ من مداراتِ الزمانِ الفظِ ، والأهرامُ ميدانٌ تَجمّعَ فيه أهلُ العلمِ والكهانُ والتفتوا إلى عينينِ يلتمسانِ ربهما ، فهل سأظلُّ محروماً إذا عبرتْ محدثتى جدارَ الوقت
............................... هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى