أ. د. مصطفى الشليح - راحُوا.. كـأنَّ المنتهـى مِصبـاحُ

إلى روح أمي: الله .. قلبي

راحُوا .. كـأنَّ المنتهـى مِصبـاحُ = ويـدُ المتاهـةِ لـلـرَّواح جـنـاحُ
باحُوا وما برحُـوا بيانـا صامتـا = مـا لاحَ قـولٌ واستبـدَّ جـمـاحُ
فاحُـوا بكـلِّ حديقـةٍ مسـحـورةٍ = وحَدائـقُ السِّحـر السَّـريِّ فسـاحُ
راحُـوا فحـاروا ضِلـةً مبحوحـةً = تدحُو المسافـةَ .. فالمـدى أرواحُ
أشباحُهـم لمـحٌ كبـارق عاشـقٍ = وقِداحُهـم تلهـو بــه الأقــداحُ
وإذا استبـاحَ النفـحُ مقلـةَ بـارقٍ = نظروا .. وما نظروا .. فكيفَ أباحُوا
كانوا على جُرح أراحـوا جُرحهـمْ = والليـلُ راحـاتٌ هنـا .. وجـراحُ
والليـلُ واحـاتٌ لـكـلِّ مُــراوحٍ = ومُبـارحٍ .. مَسفوحـةٌ ووشــاحُ
فكأنهـمْ مُترنِّحـون وقـد أتــوا = مُترنِّحـيـنَ .. غُـدوُّهــمْ روَّاحُ
يأتون لوحًـا قـد محَـوا آياتِـه = فكأنَّهـمْ قـدمـوا .. ولا ألــواحُ
قدحُوا ملامـحَ صمتهـمْ بكلامهـمْ = وعلـى الرَّئـيِّ البابلـيِّ أراحُــوا
وأتوا وِضاحًا مثلمـا ليـلٌ همـى = قمـرا ليتشـحَ السُّـرى وضَّــاحُ
قمـرٌ يُسبِّـحُ بالهَـوى مَسفوحـة = أقداحُـه .. مـا رنَّحتْهـا الــرَّاحُ
راحٌ تلـوحُ وتختفـي مَجـروحـةً = والـرَّوْحُ بيـنَ عيونِهـا يَـنـداحُ
والدَّوحُ يَفتتـحُ الصَّبـوحَ بضمَّـةٍ = مَضمومةٍ .. ما بالصَّبـاح أطاحُـوا
فكأنهـا .. وكأنهـمْ .. وكأنـنـي = لغـةٌ عليـهـا ظلُّـهـا مُـنـزاحُ
لغةٌ .. تـروحُ لتحتمـي بجماحِهـا = حتـى أرى .. والمُبهَمـاتُ جمـاحُ
والجَامحاتُ علـى يـدي مَطروحـةٌ = بيديَّ وَحْـدِي .. والطريـقُ جـراحُ
ناولتهمْ خطوي .. فراحُـوا لوحـةً = والماءُ يَقدحُها .. أكانـوا راحُـوا ؟
وأنا ؟ أكنتُ أنا علـى جُـرحٍ غفـا = وصحا .. كأنَّ جراحـيَ الألـواحُ ؟
فخذِ الكتابَ بقـوةٍ .. واقـرأ هنـا = وهناكَ .. راحُوا .. فالمـدى أرواحُ
واكتبْ .. فيا أمِّي .. سأكتبُني أنـا = لكـنَّ وَحْـدِي .. نائـحٌ .. مُلتـاحُ
وَحْدِي وقد راحُوا فكيفَ أروحُ بـي = يـا دوحـةً ثملـتْ بهـا الأدواحُ ؟
للجُرح آيتُه .. ولـي جُرحـي أنـا = راحُوا .. فحِرتُ .. تكسَّرتْ أقـداحُ
وتطوَّحتْ بـي، يـا أنـا، رَمَّاحـةً = اللهَ .. قلبـي .. فالرِّمـاحُ رمــاحُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى