محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كانوا يحفظون عناوين القبور

كانوا يحفظون عناوين القبور
يخشون
من غُرف الايجار
التوابيت المُزلة ، لرحلة الصاعد
الى ملكوته
في يديه اسماء البلاد
تسعة وتسعون
في وجهه
صلت حشود الذكريات
فوضى العراك
حول الرصاصة
عبدالعظيم ، قد افرغ الجند الهناك
من بطشهم
ورصاصهم
عباس كان
على الطريقِ
يجمع الازهار ليصنع للبنيات الصغار
بعض الاساور
كشة
يحكي عن حبيبته الشفيفة
كانت تُغني مثل طائر
مثل
غيمة توزع الافراح للطُرقات
واحذية المزارعين
وتحصد
ما ترسب من مشاعر
في خدود النيم
واشجار الدليب
كانوا يقولون
أن اجنحة ما ستنمو
من ربيع الغد
وأن صمتاً سوف يُربك فينا انشاد الصباح
هل انتهينا
من محادثة الاله ؟
ماذا
نقول
الباب يُطارد في الاصابع
ايها الطارق
في نافذةِ تغازل في انوثتها الرياح
ايها القادم
من الحناءِ في ارضِ
تزوجت البطولات
منذ اكثر من جسد
هذا اللحد
يمتد مثل مساحة المطلق
يزاوج بين ذاكرة المكان
يشتد
حيث الكل يصبح واحدا
وحيث
روح اللااحد
تتشظى
نقتسم الاماني ، والمسامح من صدى الكلمات
حين تأخذنا الشتائم
نحو وجه الجندي
والجثث الصغيرة على الكتف
نبدأ
نضالنا من الألف
نكتب
طريقا
" نتسلف الاحلاما من نومِ تأجل منذ اكثر
من رصاصة
ندخر القصيدة
الى الحبيبة
في فمٍ يُلقننا الكلمات الاخيرة
ثم ينطقنا
امام قُحاب الرئاسة
" يقول أن قبورنا اوسع من الطُرقاتِ "
نحتاجُ ذاكرةُ اضافية
لنكتب
عن جنودُ
انتهكوا عذرية الحدائق في البنات
ومارسوا كل النجاسة
امام معبدنا
الذي
عجنا فيه الامس
وارواح الصحاب
كانوا حقيقيين
حد انهم كانوا يجيدون ابتكار الممكنات من السراب
كانو يحلقوا
من كثرِ ما طاروا
تمشطهم سحابا
كانوا
حضوراً
في دفاتر الارض
والموت البطولي
كانو حضوراً
وكل ما هو حاضرُ
قد ارتدى كل الغياب
هذي بلادنا
مثلما كانت
جروحُ غائرة
ارواح تسلف ما تبقى من اصابعها
ليحملها الذين
تأخروا عن موعد الموت المحدد
رحلت قطاراتُ الى اقصى اكتشافنا للأنا
ممتلئة
ونصف شاغرة
هذي بلادنا
شُبان
طينهم ضوءُ تسرب من عجين الانبياء
هذي البلاد
لن يحكموها مرة اخرى
جنود الموت
تلك النفوس العاهرة
تلك الايادي تصدر التابوت
للاحياء
تلك القلوب الخاسرة
هذي البلاد
تحيا على انقاضها
لكنها تحيا
جميلة
وفاتنة
اُنثى بعينِ ساحرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى