محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - صديقي لنا الملح ، ولك الماء المُغربل

صديقي
لنا الملح ، ولك الماء المُغربل
أتخيل أن كل يد افلتت فقيد ، تهمس بكل ما للاصابع من نداء سري
تقول
لنا الملح ، " ولك الماء المنقح من الرمل ، والعطش البربري للكؤوس "
اتخيل أن امام كل خيمة عداء ، تسيل رغوة الملح ، غير مرئية لكنك تشعر بلسعتها
في وجوه الاصدقاء
النعش ثقيل
" ربما مات وفي يده جبل مُصادر ، و عدة منافي "
الطريق الى الضفة الاخرى محفوف بالحبيبات ، واصدقاء انهكتهم الوداعات الثقيلة
اغمض اجفانك ونم ، لك متسع من الوقت لتحلم
بالمراجيح
والنوافذ التي لا تراود قناصا ، او جاسوسا لطاغية
لك النوافذ ، والستائر الحمراء
والحليب الذي لا تحاكمه الخطيئة بالشهوة غير المدرجة في قوائم السراويل القصيرة للنعش
لك الطُرقات التي لا تزاحمها سيارات ، لك الخيول الاصيلة ، والغزوات الناجية من أي شبهة سبي
لك الماء
والنار ، والاشتعال البارد
في حضن نساء نجون من الحياة
باحذية بكرة
لم تسر سوى نحو قبر الصديق
يقول المودع دائماً للقبر
خذ التراب يا صديقي ، صلصالك المحمص برائحة الوصول
الارض تعرف أين
ينكسر الفراغ
والعدم اغنية من تمنى الشفاء الأبدي
نم يا صاحب
لتلغي لعنة التشرد في مُدن لم تشبهنا يوماً / لم تشبهك يوماً
لم تشبه سوى السجون
المسورة بالحنين والفواجع التي تُحيك الوجوه الفضولية للأسئلة
لكنك طلبت وطناً يا صاح
طلبت ما لا يُنال عادة ، طلبت خبز الالهة ، حليب ذكور البجع ، سن العنقاء
وعناق شجرة الصبار
دون أن تنالك شظية
كانو يعرفون بأنك لا تموت ، لهذا وشموك برصاصهم ، كي يعرفوا من أي ثُقبِ
يخرج الاطفال متأنقين
يحملون فردوسهم ، وقواربِ ورقية
ليبحروا
في اعالي الشهوات الطفولية البتولة
لأنك حداد ماهر الاتكاء
تطرق
الارض بالارض الاخرى
الحاضر العبثي ، بالازل
كي يتبعثر الموت من الاصابع ، وكي تفقد الجاذبية جاذبيتها
فننفلت
من لعنة ما نكون
اخفوا عنك الارض ، لتُدفن ككل الانبياء في رسائلهم
صديقي
في صلوات الانعتاق من لعنة الموت / او الجنود المعادلين للموت
لا ينبغي للحالم أن يكون سوى
أنت
حين وقفت هناك /
اعني حين سال مخاض ولادتك الاخرى
لم تكن قلقاً
على رصاصة مثل عصفورةِ خائفة
اختبئ
بين صدرك
واخر رسائلك السرية للحب
كنت
تبحث بوجهك
في البعيد
من هم ؟
متى احتلت ارضهم ، ارضنا
متى سرقوا بشرتنا ، لهجتنا
ولماذا نالوا البشرة واللون ونسوا أن يسرقوا من وجه اطفالنا ، بعض السلام
من هم ؟
وعدت باسئلة ابيك في الرواية
والكلام المنمق عن الموت " اطيب صالح "
عدت
لتكشف السر
للابجدية
كي لا تُسممها الكلمات التي قد تخرج دون قصد
كنت تنظر إليهم
ولم تكن قلقاً على الاكتاف التي حملتك عالياً
فالسماء
في مدى الايدي
والارض
ابعد من أن تكون غُرفةُ للإيجار
كنت تسأل
هل لهم حبيبات مثلنا ؟
يتفقدون شواربهم ، لحاهم
يلومونهم في انشغال الهواتف ليلاً ، وفي الصباح يجمعون الكلمات التي تجمدت ليلاً
كي يفكوا
التصاقها ، عن دفء كوب القهوة الصباحي
هل لهم حبيبات ، ينتظرن ليلاً أن يحدثوهم عن بطولاتهم الصغيرة
وعن ماذا سيتحدثون
كان يسأل
وكانوا يطلقون عليه الاجابات مزيداً من الموت
انهم غداة
قادمون من بلادِ
لا تعرف عن الحب
غير مقبض الخنحر ، الذي يظهر في نهاية الموت
كان يسأل
ولم يكن قلقا
من شاعرِ ، يجلس في غُرفةِ رثة ، يرتشف كأسه
ويكتب
عنه لحظاته الاخيرة
حين مات على سؤال فوضوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى