بشر شبيب - نظرية جديدة في البدء

في البدءِ كان الكلامُ الجميل
وكان العصفورُ والقردُ والزرافة
وليلٌ نبضُ أشجانهِ مثل نبضِ الجنين

في البدءِ كانت رفيقتي أوزلام،
وماريا، وعفراء، وجوليانا، وياسمين
كانت ملايينُ اللغاتِ التي تتدلى
كالتفاحِ فوق أغصانِ الوجود
وأغنيةُ شاعرٍ عاطفيٍّ كان يمشي بين
الحواجزِ والمدرعاتِ الثقيلة
أثناء حظرِ التجولِ والعشقِ وشراءِ النبيذ
وكان الجنودُ المدرعين
يرمونهُ بالرصاصِ وبالشتائم
ومن وراءِ سورِ المدينةِ العصرية العنصرية
طفلةٌ فستانها من مرمرٍ
تنثرُ فوق خطوهِ ماءَ الندى والبنفسجِ

في البدءِ كان أنا، يبحثُ عني
وكنتُ هنا أبحثُ في البدءِ عنه
ولم نلتقِ مثل غريبينِ تقاطعَ
حلمهما عند إشارةِ عبورِ المشاة
كان ما بيننا من جبالٍ وحزنٍ أكبرُ
من أن تفتتهُ أزاميلُ السنين
وأصغرُ من وطنٍ لم يعد يعرفُ مواطنه

في البدءِ لم يكن الموتُ يعملُ 24 ساعةً في اليوم
مثلما يعملُ الآن، كان عاطلاً مثلنا
ينفضُ اللا شيءَ عن أنفهِ
أو يشربُ الخمر
في البدءِ أو قبلَهُ بقليلٍ
كان الزمانُ بِكرٌ
والمكانُ بِكرٌ
والحُبُّ والكرهُ بِكرٌ
والشعرُ أول من وضعَ البذور
وأول من قال لا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى