محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - المرأة الوردة

المرأة الوردة
تجمع الحصى من مجرة اُخرى
لتلاعب البحر
بغضب مستورد
المرأة الوردة ، قطفت الزهرة
رمت الزهرة على الجندي ،ظنته بحرا
رماها بالعطش
اتلك
إمرأة تخان " شهيدة "
الناي الوسيم ، لم يبكِ قط ثقبه
بكى اليد التي ثقبته
واعتذر لها لأنها تأذت من قسوة الجلد
الناي الوسيم
خنقته بارودة
لكنه سلف شجرة لم تبلغ سن الثقب مهنته
أن تبكي الايادي الملعونة
وإن اقتلعت
ابناءه
اذلك ناي يُخان عزفه " شهيد "
محمولاً على الاكتاف
ارادت أن تغسله
سحبت صدر اخيه من بدل الجند
غسلته بدمه
و اوصتهما معاً ، لا تعبثا بالاماكن هناك
هكذا دون دمع
فقط يسقط الاخير
ولا تجد دما لتغسله سوى دمعها
اتلك اعين تُخان
" ام شهيد"
قالت له
في النعش
.........
فلتعش
ولم يكن بعدها اي شيءِ يُقال
اتلك حنجرة تُخان
" اخت شهيد "
وقف حيث اخر زيارة للموت
وانتظر
لم يكن محظوظاً ليحجز تذكرة
اراد ارسال سجائره المُفضل
ماذا سيُدخن
أن باغتته القصيدة ، واراد الهتاف
اقلها فليدخن
وقف ينتظر ساعي بريد المشيئة
عمدته الشوارع
فراغاً بحجم الفقيد
" صديق الشهيد "
قبلته على خده فاحمر وابتسم
صرخت
لا يزال حيا
لم تدر أنه في تلك اللحظة لم تكن تصرخ هي
بل هو عبرها
وكما قالت
لا يزال حيا
ولكن تحتاج الارض بعض البذور ، كي نحصد الغد
اذلك قلب يُخان
" حبيبة شهيد "
كانت تمتص صوت الشوارع
تحتكر وقع الاحذية والغبار
وفي المساء ، حين يعود الجميع الى حزنهم
يعود الحبيب ليراجع نزف حبيبته
ويعود المُغني للاعتزار من اوتاره
و يعود الأب ليحصي الرؤوس التي تركها صباحاً إن كانت كاملة
و تعود الظهيرة الى غُرفتها في النهر
تظهر في السماء الاصوات
وتتبعثر
وتتشارك الطرقات محادثات الظهيرة ، ووقع الاحذية والغبار حتى انبلاج الاحذية النابتة من البيوت الصديقة
هي البقعة البعيدة على الارض التي نسيها الشهيد
تُجدد ثيابها
كي تثور
اتلك بقعة دماء تُخان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى