خالد شوملي - تُريدينَ تَوْقيعي لَعَلّي مُوَقِّعُ

تُريدينَ تَوْقيعي لَعَلّي مُوَقِّعُ
وَأحْلى مِنَ التّأْكيدِ كانَ التّوَقُّعُ
إذا قُلْتُها أصْبَحْتُ في الْليْلِ نَجْمَةً
لِماذا إذَنْ إنْ كُنْتُ كالشّمْسِ أسْطَعُ؟
إذا لَمْ أَبُحْ تَزْدادُ شَوْقاً وَلَهْفَةً
مَليكاً على عَرْشِ الْهَوى أتَرَبَّعُ
أنا لَمْ أَقُلْها والْفُؤادُ يَلومُني
أصُدُّكِ وَالْعَيْنانِ بِالْحُزْنِ تَلْمَعُ
ألا أيُّها الشّاكي وَعَيْنُكَ تَدْمَعُ
إذا أنْتَ تَهْوى ما الّذي تَتَوَقَّعُ
وَقَدْ يُقْنِعُ التّنْبيهُ لَوْ كُنْتَ عاقِلاً
وَلكِنْ مَعَ الْعُشّاقِ لا شَيءَ يَنْفَعُ
وَمِنْ عُمْقِ بَحْرِ الْحُبِّ ما لَكَ عَوْدَةٌ
وَلَوْ قُلْتَ: يا لَيْتَ الطُّفولَةَ تَرْجِعُ
وَلا تَبْتَهِجْ يا قَلْبُ إنْ جاءَكَ الْهوى
فَلَمْ يَأتِ شَوْقاً بَلْ أتاكَ يُوَدِّعُ
يُغادِرُني عُمْري لِيُكْمِلَ بَحْرَها
كَأنْ جَسَديْ نَهْرٌ وَروحيَ مَنْبَعُ
هُوَ الْإنْتِظارُ الْمُرُّ قَدْ ذُقْتُ طَعْمَهُ
وَأعْرِفُ: وَجْءُ الشَوْقِ كَمْ هُوَ َموجِعُ
وَمِنْ أيْنَ لِلصّبِّ الْمُتَيّمِ صَبْرُهُ
إذا صَبَّ فَوْقَ الْقَلْبِ شَوْقاً تَوَلُّعُ
كَمِ انْتَظَرَ الْقَلْبُ الْحَبيبَ فَجاءَهُ
غَريباً بَدا في مُقْلَتَيْهِ التّصَدُّعُ
وَلَوْ غُرْبَةُ الْكِتْمانِ جارتْ بِحُبِّنا
فَفي شَرْقِ هذا الْقَلْبِ نَبْضُكِ يُسْمَعُ
فَلا تسْحَبيْ شِرْيانَ قَلْبيْ لِأنَّهُ
إذا شُدَّ هذا الْنَّبْضُ أكْثَرَ يُقْطَعُ
تُوَحّدُنا الْألْوانُ في قَوْسِ لَوْحَةٍ
وَفي بَهْجَةِ التّوْحيدِ كانَ التّنَوُّعُ
عَلى كَتِفَيْها حَطَّ طَيْرٌ مُغَرِّداً
وَقَلْبيْ كَئيبٌ ذابِلٌ يَتَقَطّعُ
تَعِبْتُ مِنَ التّرْحالِ بَيْنَ بِحارِها
سَأرْتاحُ يَوْما وَالْبَقِيّةُ تَتْبَعُ
.....

خالد شوملي
من ديوان: سكّر الكلمات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى