عمر حمداوي - متورط في بكاء لاذع

متورط
في بكاء لاذع
تسوقني تجارب
مؤلمة
أنا الذي صرت منغمسا
في وحدة مريبة وكريهة
كيف تحولت ٠٠
كيف ركض
بي الزمن سريعا
دون أن أدري
من الطفولة
إلى الشباب
إلى الكهولة
من مضغة في البطن
إلى شيخ عجوز
إدب على سطح الأرض
لقد بدأت أتناقض مع نفسي
فأفكاري كلها صارت تتأقلم
وفق الظروف
صارت الأشياء التي أضحكتني
والأشياء التي طمحت لنيلها
وماكرست حياتي كلها له
وما حلمت به
وما إلى ذلك مجرد متغيرات
حزينة ومضجرة ومملة
لقد صرت أشكو من ظروف الحياة
متذمر تقريبا من الجميع
يائس ومحبط وخائف
أهوى الدموع
أهوى الزهد
أهو حتى الرحيل
لكن بسلام
المهم أنني كنت ضد العنف
وكنت ضد الكبر
وكنت ضد الظلم
وكنت أبحث عن العدل
والإنصاف والمساواة
وتطبيق الشريعة
المهم أن خيالي الواسع تجول
كثيرا ٠٠ وطويلا
في هذا الكون
وأحب الناس
حتى الأعداء رأيت أنهم
محتاجون إلى العطف والرأفة
والمودة
وقد بذلت قصار جهدي
كي أ صرف عنهم شري
وشرهي
أما بعض الردود فكانت كفاحا
لردعهم
وكانت تصدر من خارج القلب
لا من داخله
وهذا هو الفرق الذي لا يعرفه الظالمون
أن المدافع ليس مثل المهاجم
وأن كفتا الميزان في الأخير
تميل لصالح العمل الصالح
ضاعت أمنيات وضاعت أفكار
كان بالإمكان تحقيقها في الواقع
والإستفادة منها
لقد تقلبت في بحور الأمور
ورأيت من يحاربون وجود النور
ويحاربون إنتشار الخير
رأيت كيف يضرب الحق عرض الحائط
ورأيت بعض العلماء
كيف يسايرون النفاق
في توافق تام
دون صبر على تبليغ الرسالة
لقد تألمت ٠٠
وأيضا غمرتني السعادة
بفيضها الغزير
لقد ذقت الحلاوة والمرارة
ذقت من طعمهما حد الشبع والتخمة
حتى صرت راضيا بالقضاء والقدر
ولم أعد أنازع فيهما ولا أشترط عليهما
ولا أرى الثورة قائمة
إلا في الفكر المهادن الذي يستحسن
كل هذا من أجل حصول التعايش
إن أمكن
وحدوث الوعي لدى الإنسان
ولدى الأمم المدعية للرقي والحضارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى