محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لهذا ينكسر وطن الشاعر..

لهذا ينكسر وطن الشاعر عادة
أنه مثل نبيّ تائه
يشتبه
في الاشياء حوله وطن
فانا
قبل عدة طُرق حادة
قبل عِدة شرفات اجنبية
ومصاطب اجنبية
قبل عِدة
صباحات سوداء
كنت كلما لمحت حديقة تسير
قلت ذلك وطني
كلما
صافحت امرأة
واحمرت مثل صبحِ تفاجأ بالندى
قلت هذا وطني
كلما داهمتني الشتاءآت
وخبأتني امرأة خلفها ، مثل طفلُ يجفف جسده عن الحليب
قلت ذلك وطني
كلما سرتُ على الاسفلت
ولم تقلق خلوتي اطارات السيارات والاحذية البذيئة في سيرها
قلت ذلك وطني
لكن وطني دائماً
يتخلل
يشيخ احياناً فاستبدله
يتساقط احياناً فاستبدله
يتهاوى
يتشقق
يفقد رائحته كتلك المرأة
يفقد شهوته كالاخرى
تغذوه ايدي الغزاة الاخرون كانثى ما
لهذا ينكسر وطن الشاعر دائما
لأنه دائماً ما يشتبه
دائماً ما يسقط عن الجغرافيا
دائماً
ما يشتت تركيزه الدفء في النساء ، في الملاءأت ، في الضحكات الصفراء ، في الاقمشة غير المهذبة ، في الازرار العصية الانفكاك ، في المباني العتيقة للموت
انه يقبض الاشياء الصغيرة
يتحسس دفئها
ثم يصرخ
أنه وطني

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى