محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ايتها المآذن الصامته

ايتها
المآذن الصامته
بعد أن جف المُصلون في انتظار الفرج
ايتها السجون الجائعة
بُترت قضبانها بصرخات الوقت الذي شاخ
ايتها القُرى
المسكونة بالهلاوس
ايتها الالهة
التي اغلقت هواتفها في العطل الاسبوعية
لتتركنا حائرين
بمن نتصل
حين تسرق حرب جدار
او حين تخرج نافذة حافية ، دون قبعات
تبحث عن
غرفتها
التي سرقها خريف
بمن نتصل
وانتم مشغولون بالشطرنج ، بتعليم اطفالكم السباحة في مياه الابدية
بركل الارضية بينهم في ميادين العدم الشاسعة
التفتوا نحونا
نحن شعراء الحانات ، والاجساد الانثوية ذات الروائح الطازجة
نحن المزدحمون بالبكاءآت
والحدادات غير المرئية
نحن الذين
نخرج من كل حب ، بمناشف مُبتلة بدمنا
نحن الذين يجوبون الارض
بجوارب مهترئة ، بقلوب صدئة
في اليد وطن مجفف
في الفم قُبلات نيئة
في الارجل الكثير من السفر
ايتها
المعابد الباردة
المطوية على شحادين
وعلى صغار المؤمنين
وعلى الكثير من الالهة المُسنة
اعتقينا من هذا الخراب
نُريد أن نرى العالم بعين الرب
هل هو حقاً هكذا
ام أن هذه النظارة التي تشبه بطة مذبوحة
تتلعثم في تأويل الاشياء
السرير
يحتمي بالملاءة ، الملاءة تحتمي بسقف الغُرفة المهترئ
والُغرفة كطفل مرعوب تمسك الجدران من اسفل طلائها الباهت
لأن خارج العتبة
خارج الاسرار الداخلية للمنزل
هناك بركة مجروحة التنزه
ترسم لنا اجسادا دافئة
خارج الفتيات اللواتي يتملصن من الانظار
ليعرجن نحونا ، يخبئن ساعات متجمدة ، واعترافات مخيفة حول القهر
يستلقين على السرير المحتمي بالملاءة
يدخن بعفوية
ويقلن
" نحلم بعالم نرتدي فيه فستاناً احمر ، واحذية ذات كعب ، ونضع ما نحتاجه في الحقائب ، ونستأجر تأكسي
وحين نصل للباب الذي يفصلنا عن صدر الحبيب
يمكننا أن ننتظر قليلاً حتى تتلاشى الحمرة عن الخدين "
ولم يكن امام المنزل
المرعوب
من احتمال أن تكون الساعات المجمدة قد ضبطها مخبر
لم يكن امام
المنزل
سوى أن يقول
" أميين "

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى